دولي

السودان: الجيش يعلن “تحرير منطقة سنجة” في ولاية سنار من سيطرة قوات الدعم السريع

إعلان الجيش السوداني استعادة السيطرة على منطقة سنجة في ولاية سنار يمثل تطورًا مهمًا في الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع. فيما يلي تحليل للحدث وآثاره:


1. الأهمية الاستراتيجية لمنطقة سنجة:

  • الموقع الجغرافي:
    • تقع سنجة في ولاية سنار جنوب الخرطوم، وهي منطقة حيوية على طريق الإمدادات المتجهة إلى جنوب السودان والولايات الجنوبية الأخرى.
  • الأهمية الاستراتيجية:
    • استعادتها قد يمثل نقطة انطلاق لتعزيز سيطرة الجيش في المناطق الجنوبية، خصوصًا مع استمرار الاشتباكات في مناطق أخرى قريبة من العاصمة.

2. السياق العسكري:

  • طبيعة المعركة:
    • استعادة سنجة تأتي بعد أشهر من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، مما يعكس تحولًا تكتيكيًا لصالح الجيش السوداني.
  • الدعم الخارجي:
    • من المحتمل أن يكون للجيش دعم من بعض القوى الإقليمية، مثل مصر، بينما تتلقى قوات الدعم السريع دعمًا غير مباشر من أطراف إقليمية أخرى.
  • استنزاف الطرفين:
    • معارك طويلة الأمد مثل هذه تؤدي إلى إنهاك الموارد العسكرية والبشرية لدى الطرفين، مما قد يعقد الوصول إلى حل سياسي قريب.

3. الوضع الإنساني:

  • الجرائم والانتهاكات:
    • طرفا النزاع متهمان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين بالقصف، ونهب الممتلكات، واحتلال المستشفيات.
  • تفاقم الأزمة الإنسانية:
    • نزوح السكان من المناطق المتضررة، بما في ذلك سنجة، يزيد من معاناة المدنيين الذين يواجهون نقصًا في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
  • التأثير على الزراعة:
    • ولاية سنار تُعرف بأنها منطقة زراعية، واستمرار القتال هناك يهدد الأمن الغذائي المحلي.

4. الأبعاد السياسية:

  • غياب الحلول السلمية:
    • الصراع المستمر يعكس فشل الجهود الدولية والإقليمية في تحقيق وقف لإطلاق النار أو فتح قنوات تفاوض فعالة.
  • تهميش الأطراف المدنية:
    • تركيز الصراع بين الجيش والدعم السريع أدى إلى إضعاف دور القوى المدنية، مما يعقد جهود الانتقال الديمقراطي في السودان.
  • الموقف الدولي:
    • المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، يدين الجرائم المرتكبة لكنه فشل حتى الآن في فرض ضغوط كافية لوقف النزاع.

5. السيناريوهات المستقبلية:

  • تصعيد إضافي:
    • إذا استمر الجيش في استعادة المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، قد يلجأ الأخير إلى تكثيف هجماته في الخرطوم والمناطق الاستراتيجية.
  • استمرار الجمود:
    • مع غياب مبادرات حقيقية لحل النزاع، قد يطول أمد القتال مع تداعيات كارثية على المدنيين والبنية التحتية.
  • حلول محتملة:
    • قد تضغط الأطراف الدولية والإقليمية، مثل الاتحاد الإفريقي أو الدول الخليجية، لتفعيل وساطات جديدة تؤدي إلى وقف إطلاق النار.
    • الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعكس أزمة عميقة تمتد جذورها إلى تركيبة الدولة السودانية وتاريخها السياسي. لفهم الصراع الحالي وتأثيراته المحتملة، يمكننا تحليل الموقف من زوايا مختلفة:
    • 1. خلفية النزاع:
    • قوات الدعم السريع (RSF):
    • النشأة:
      • تأسست قوات الدعم السريع في عام 2013 على يد حكومة عمر البشير كقوة شبه عسكرية.
      • كانت مهمتها الأساسية قمع التمرد في دارفور، واعتمدت بشكل كبير على الميليشيات القبلية.
    • التحول إلى قوة سياسية:
      • بعد الإطاحة بالبشير في 2019، تطورت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) لتصبح قوة مؤثرة سياسيًا وعسكريًا، ومنافسة للجيش السوداني.
    • الجيش السوداني:
    • الجيش هو المؤسسة العسكرية الرسمية للدولة، لكنه يواجه تحديات عديدة مثل الانقسامات الداخلية وضعف التنسيق.
    • تاريخيًا، لعب الجيش دورًا رئيسيًا في الحكم السوداني من خلال الانقلابات، مما جعله قوة سياسية مهيمنة.
    • النزاع بين الجيش والدعم السريع:
    • بدأ النزاع بسبب الخلاف على دمج قوات الدعم السريع في الجيش كجزء من إصلاحات سياسية وعسكرية تهدف إلى تحقيق انتقال ديمقراطي.
    • 2. أسباب استمرار الصراع:
    • التنافس على السلطة:
      • الخلاف بين عبد الفتاح البرهان (رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش) وحميدتي (قائد قوات الدعم السريع) يتمحور حول السيطرة على السلطة في السودان.
    • التدخلات الخارجية:
      • دعم خارجي متفاوت للطرفين، مع اتهام بعض الدول بتمويل وتسليح أحد الأطراف، مما يعقد الوضع.
    • ضعف البنية السياسية:
      • غياب المؤسسات المدنية القوية يجعل حل النزاع العسكري أكثر تعقيدًا.
    • 3. الأثر الإنساني والاقتصادي:
    • النزوح الجماعي:
      • الصراع أدى إلى نزوح الملايين داخل السودان وخارجه، مما فاقم الأزمة الإنسانية في دول الجوار مثل مصر وتشاد.
    • الأمن الغذائي:
      • السودان يعتمد على الزراعة، لكن القتال دمر البنية التحتية الزراعية، مما أدى إلى خطر المجاعة في بعض المناطق.
    • الخدمات الأساسية:
      • انقطاع الكهرباء، نقص الأدوية، وانهيار النظام الصحي في المناطق المتضررة.
    • 4. المواقف الإقليمية والدولية:
    • الدول الإقليمية:
      • مصر تدعم الجيش السوداني لضمان استقرار جارها الجنوبي.
      • دول الخليج (مثل الإمارات والسعودية) تتعامل بحذر، لكنها تلعب أدوارًا في الوساطة أو الدعم غير المباشر.
      • تشاد وجنوب السودان تواجه تحديات بسبب تدفق اللاجئين.
    • الدور الدولي:
      • الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي يحاولان التوسط، لكن انعدام الثقة بين الطرفين يعرقل الجهود.
      • الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، تدعو لوقف القتال وتقديم مساعدات إنسانية، لكنها لم تتخذ خطوات حاسمة للضغط على الأطراف المتنازعة.
    • 5. السيناريوهات المستقبلية:
    • استمرار النزاع:
    • في حال استمرار القتال دون تدخل خارجي حاسم، قد يتفاقم الوضع ليصبح حربًا أهلية شاملة.
    • انتشار الفوضى قد يؤدي إلى تفكك السودان أو بروز قوى جديدة على الأرض.
    • تسوية مؤقتة:
    • ضغوط دولية وإقليمية قد تجبر الأطراف على وقف إطلاق النار، لكن من دون معالجة الأسباب الجذرية للنزاع.
    • تغيير جذري:
    • قد يؤدي انهيار أحد الطرفين إلى فرض سيطرة كاملة للطرف الآخر، لكن ذلك لن يضمن الاستقرار على المدى الطويل.
    • 6. الحلول الممكنة:
    • إصلاح سياسي شامل:
      • إعادة هيكلة الدولة السودانية لتضم جميع الأطراف في عملية سياسية عادلة، مع تقليل دور العسكر في السياسة.
    • تسوية دولية:
      • تشكيل تحالف دولي لدعم وقف إطلاق النار، وضمان تقديم مساعدات إنسانية، والعمل على إعادة الإعمار.
    • دعم المجتمع المدني:
      • تمكين القوى المدنية من لعب دور أكبر في تحديد مستقبل السودان بدلاً من الاعتماد على الحلول العسكرية. ش ع
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى