تفاعل الجالية العربية في ديربورن بولاية ميشيغان مع نتائج الانتخابات الأمريكية 2024 كان مليئًا بالاستياء والانتقادات تجاه كامالا هاريس وإدارة جو بايدن. هذه المدينة، التي تعد واحدة من أكبر التجمعات العربية في الولايات المتحدة، شهدت ردود فعل قوية إثر خسارة هاريس أمام دونالد ترامب، وهو ما يعكس حالة من الغضب العميق تجاه السياسات الأمريكية المتعلقة بالشرق الأوسط في عهد بايدن.
المواقف تجاه كامالا هاريس وإدارة بايدن
- استياء واسع من سياسات الحرب في الشرق الأوسط: كان أبرز سبب لهذا الاستياء هو فشل إدارة بايدن، ومن ضمنها كامالا هاريس، في معالجة قضايا الحرب في الشرق الأوسط. خاصة الحرب في غزة والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. يعتقد العديد من أفراد الجالية العربية في ديربورن أن إدارة بايدن لم تبذل جهدًا كافيًا لإنهاء الصراعات المستمرة في المنطقة، بل ظلت داعمة لسياسات إسرائيل العسكرية دون اتخاذ مواقف صارمة حيال حقوق الفلسطينيين.
- دعم ترامب رغم اختلافات السياسة: على الرغم من الاختلافات العميقة بين سياسات ترامب وحكومات الدول العربية، بما في ذلك تجاه قضايا حقوق الإنسان والتعامل مع الأزمات في الشرق الأوسط، إلا أن العديد من أفراد الجالية العربية يرون أن ترامب كان أكثر وضوحًا في سياسته، حيث قدم تعهدًا بحل النزاعات أو على الأقل تقليل التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة. فربما لا يتفقون مع جميع مواقف ترامب، إلا أنهم يعتبرون أن فترته السابقة شهدت بعض الاستقرار النسبي مقارنة بإدارة بايدن.
المواقف المتباينة داخل الجالية العربية
رغم أن العديد من أفراد الجالية العربية في ديربورن رحبوا بخسارة كامالا هاريس، لا يمكن تجاهل أن هناك تباينًا في مواقف الجالية بشكل عام. فبعضهم لا يزال يفضل الاحتفاظ بعلاقات قوية مع إدارة بايدن، نظرًا لما يُعتقد أنها جهود من أجل دعم قضايا الجالية العربية والإسلامية في بعض المجالات مثل الهجرة والحقوق المدنية. لكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة للكثيرين، خاصة وأن السياسات الخارجية الأمريكية كانت في قلب الانتقادات.
الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الجالية العربية
خسارة كامالا هاريس في الانتخابات 2024 تفتح الباب للنقاش حول كيفية تأثير الانتخابات الأمريكية على العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربي. في الوقت الذي ترى فيه بعض المجموعات العربية في الولايات المتحدة أن فوز ترامب قد يساهم في استقرار السياسات الأمريكية في المنطقة، قد يرى آخرون أن هذا الفوز قد يزيد من حدة التوترات. وقد يواصل ترامب سياساته القوية ضد إيران، بينما قد لا تكون هناك تغييرات جذرية في موقفه تجاه إسرائيل أو القضية الفلسطينية.
خلاصة
تفاعل الجالية العربية في ديربورن مع انتخابات 2024 يعكس حالة من الإحباط تجاه إدارة بايدن وحملاتها في الشرق الأوسط. ورغم اختلاف المواقف حول ترامب، تبقى قضية الشرق الأوسط هي التي تثير أكبر قلق لدى هذه الجالية، مما يوضح أهمية الدور الذي تلعبه السياسة الأمريكية في تشكيل مواقف هذه المجتمعات في الولايات المتحدة.
