تصريحات نعيم قاسم تشير إلى رؤية حزب الله الاستراتيجية في التعامل مع الوضع الراهن في الصراع مع إسرائيل. من الواضح أن الحزب لا يضع أمله في أي تغيير سياسي أو نتائج محتملة من الانتخابات الأمريكية لتحقيق وقف لإطلاق النار مع إسرائيل. بدلاً من ذلك، يعول حزب الله على “الميدان والجبهة الداخلية الإسرائيلية” في الضغط على إسرائيل لوقف “الحرب العدوانية”. هذا التصريح يوضح أن حزب الله يرى أن العوامل العسكرية والسياسية الداخلية في إسرائيل، بما في ذلك قدرة الشعب الإسرائيلي والجيش على الصمود في مواجهة التصعيد، ستكون هي من تحدد تطور النزاع.
إشارة قاسم إلى أن حزب الله يمتلك “عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين” تعكس أيضًا استعداد الحزب لمواصلة التصعيد العسكري إذا لزم الأمر. هذه النقطة تعكس أن حزب الله يظل قويًا على الأرض، ويؤكد أنه قادر على “المواجهة والثبات” عند الحدود مع إسرائيل، وهي رسالة تهدف إلى إظهار القوة العسكرية التي يمتلكها الحزب وإظهار أن المواجهة قد تكون طويلة الأمد إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي.
أما بالنسبة للانتخابات الأمريكية، فتصريحات قاسم تبرز اللامبالاة تجاه تأثير السياسة الأمريكية على الصراع الحالي. رغم أن السياسة الأمريكية عادةً ما تلعب دورًا كبيرًا في النزاعات الإسرائيلية-العربية، بما في ذلك تقديم الدعم العسكري لإسرائيل أو ممارسة الضغوط من أجل التوصل إلى اتفاقات، يبدو أن حزب الله لا يراهن على أي تحول في السياسة الأمريكية، بل يعول على الوضع العسكري والميداني كعامل رئيسي في تغيير مجريات الحرب.
من جهة أخرى، فإن هذه التصريحات تُظهر أن حزب الله يعتقد أن أي وقف إطلاق نار قد يتطلب ضغوطًا كبيرة على الداخل الإسرائيلي، مثل زيادة الخسائر أو تعرض الجبهة الداخلية لمزيد من الهجمات أو الصدمات.