دولي

عودة أكثر من 30 ألف سوري من تركيا إلى بلادهم بعد سقوط نظام بشار الأسد

أنقرة – أعلنت السلطات التركية أن أكثر من 30 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم في أقل من ثلاثة أسابيع، منذ سقوط حكم بشار الأسد. وتأتي هذه الأرقام في سياق جهود مكثفة من أنقرة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين، مع افتتاح قنصلية ومكتب لإدارة الهجرة في مدينة حلب قريباً.

تفاصيل العودة الجماعية

وفق ما أعلنه وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، عبر 30,663 لاجئاً سورياً الحدود إلى بلادهم خلال 17 يوماً فقط. وأشار إلى أن هذا التدفق يعكس رغبة متزايدة لدى السوريين في العودة إلى ديارهم.

وشدد الوزير في حديثه لمحطة “تي جي آر تي” على أهمية الخطوات التي تتخذها الحكومة التركية لتسهيل عودة اللاجئين، بما في ذلك فتح قنصلية عامة في حلب خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى إنشاء مكتب لإدارة الهجرة لتقديم الخدمات اللازمة للعائدين.

تدابير لتسهيل العودة

وأشار يرلي كايا إلى أن السلطات التركية تعمل على تسهيل الإجراءات الإدارية للعائدين، مع معالجة القضايا المرتبطة بالأوضاع المدنية مثل الزواج والطلاق وتسجيل المواليد والوفيات التي حدثت خلال فترة إقامتهم في تركيا.

جهود مستمرة لخفض التوترات المحلية

تستضيف تركيا حالياً نحو 2.92 مليون لاجئ سوري. وتأتي هذه الجهود في إطار مساعي الحكومة لتخفيف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن استضافة اللاجئين، ولتهدئة المشاعر المعادية للأجانب التي تصاعدت في السنوات الأخيرة.

في هذا السياق، تخطط تركيا للسماح لفرد واحد من كل أسرة لاجئة بالسفر إلى سوريا والعودة ثلاث مرات خلال النصف الأول من عام 2025، بهدف تمهيد الطريق لعودة عائلاتهم واستقرارهم في بلدهم الأصلي.

نقلة دبلوماسية وإدارية

إعلان افتتاح قنصلية في حلب يعكس رغبة أنقرة في تعزيز العلاقات مع المناطق السورية التي استعادت السيطرة عليها المعارضة بعد سقوط نظام الأسد. كما أن إنشاء مكتب لإدارة الهجرة في حلب سيُسهم في توفير بيئة إدارية تسهّل عودة اللاجئين وتسوية أوضاعهم القانونية.

إشارة إلى تغيير المشهد السوري

عودة آلاف اللاجئين خلال فترة وجيزة تمثل تحولاً كبيراً في الملف السوري، خاصة مع التحولات السياسية التي شهدتها البلاد مؤخراً. هذه الخطوة قد تساهم في إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار في المناطق المتضررة من الحرب.

تحليل:
عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم تعد مؤشراً مهماً على التحولات السياسية والإنسانية في سوريا. ومع استمرار الجهود الدولية والإقليمية لدعم هذه العملية، يمكن أن تصبح العودة الطوعية جزءاً أساسياً من جهود إعادة الإعمار في البلاد. ش ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى