في تصريحات حديثة لقائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الذي كان يعرف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، أبدى تفاؤله بشأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا من قبل الإدارة الأمريكية. وفي مقابلة بثتها قناة العربية السعودية، شدد الشرع على أن العقوبات التي تم فرضها في عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد ينبغي أن تُرفع تلقائيًا بعد زوال النظام. وأضاف أن الاستمرار في فرض هذه العقوبات سيزيد من معاناة الشعب السوري، موضحًا أن “أمريكا تصدر نفسها على أنها صديقة للشعب السوري”، لكنه أمل أن تسلك الإدارة الأمريكية الجديدة نهجًا مختلفًا، يفضي إلى رفع العقوبات دون الدخول في مفاوضات.
وفيما يخص استحقاقات الانتخابات في سوريا، تحدث الشرع عن التحديات الكبيرة التي تواجه تنظيم الانتخابات، موضحًا أن العملية قد تستغرق أربع سنوات، بسبب الحاجة إلى صياغة دستور جديد يستغرق بين سنتين وثلاث سنوات، إضافة إلى إجراءات إحصاء السكان وتأسيس قاعدة بيانات انتخابية. وقد أعرب عن أمله في أن يكون هذا الانتقال تدريجيًا، مشيرًا إلى أن الفترة الانتقالية ستستمر لمدة ثلاثة أشهر، وهو ما يترجم إلى تجميد مؤسسات الدولة الأساسية مثل البرلمان والدستور في هذه المرحلة.
أما فيما يتعلق بالمجموعات الكردية، فقد أكد الشرع أن الفصائل الكردية، وتحديدًا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يجب أن تنضوي تحت لواء الجيش السوري. وأوضح أن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط، مشيرًا إلى أن الحوار مع قسد يجب أن يكون مفتوحًا، مع وضع شروط وضوابط تضمن الانضواء الكامل لهذه القوات تحت الهيكل العسكري السوري. كما أشار إلى استعداد الإدارة السورية الجديدة للتفاوض مع قسد لتوفير حل مناسب لهذه القضية.
وفيما يخص العلاقات مع إيران، أكد أحمد الشرع أن سوريا لا يمكنها الاستغناء عن علاقتها مع إيران، التي كانت حليفًا أساسيًا لنظام الأسد طوال سنوات الحرب. ومع ذلك، شدد على أن هذه العلاقة يجب أن تقوم على أساس احترام السيادة السورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين.
هذه التصريحات تكشف عن ملامح استراتيجية الإدارة السورية الجديدة، والتي تسعى إلى إعادة بناء البلاد على أسس جديدة، مع التركيز على السيادة الوطنية وإعادة توحيد مختلف الأطياف السورية تحت راية الجيش السوري، في وقت تمر فيه البلاد بتحديات اقتصادية وسياسية معقدة.ش ع