لقاء غير مسبوق بين أحمد الشرع وبيدرسون
استقبل أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام والسلطة الجديدة في سوريا، المبعوث الأممي غير بيدرسون في دمشق يوم الأحد. وتمحور النقاش حول إعادة النظر في القرار 2254 الذي كان بمثابة خارطة طريق للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع السوري.
أكد الشرع في بيان نشرته الإدارة الجديدة عبر تطبيق تيلغرام أن “التغيرات الجذرية في المشهد السياسي” بعد سقوط نظام الأسد تستدعي تحديث القرار الأممي ليتماشى مع “الواقع الجديد” في سوريا.
تواصل أمريكي مباشر مع هيئة تحرير الشام
في تطور لافت، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم السبت أن الولايات المتحدة أجرت اتصالًا مباشرًا مع هيئة تحرير الشام.
صرح بلينكن، خلال اجتماع في مدينة العقبة بالأردن، بأن الاتصال جزء من جهود متعددة الأطراف تشمل دولًا عربية وأوروبية وتركية، تهدف إلى تحقيق انتقال سياسي شامل وضمان احترام حقوق جميع السوريين. وأكد بلينكن أن التواصل مع الهيئة مرتبط أيضًا بالبحث عن أوستن تايس، الصحفي الأمريكي المختطف في سوريا منذ عام 2012.
مستقبل القرار 2254
القرار 2254، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في 2015، يحدد خطوات لتسوية النزاع السوري، بما في ذلك:
- وقف إطلاق النار.
- إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
- تشكيل حكومة انتقالية جامعة.
ولكن مع التحولات السياسية الأخيرة وسقوط نظام الأسد، أصبح هناك جدل حول مدى ملاءمة القرار للوضع الحالي. ويرى الشرع أن تحديثه ضروري لضمان انتقال سياسي يعكس التغيرات الميدانية.
محادثات العقبة
شهدت مدينة العقبة اجتماعًا ضم دبلوماسيين من دول عربية وأوروبية وتركيا، إلى جانب المبعوث الأممي. واتفق المشاركون على:
- ضرورة قيادة السوريين للعملية الانتقالية.
- تشكيل حكومة تمثل جميع مكونات الشعب السوري.
- ضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة.
بيدرسون شدد على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة لتجنب الانهيار وضمان الاستقرار، بينما أكد بلينكن على احترام حقوق الأقليات والنساء كجزء أساسي من أي تسوية سياسية.
التحديات المقبلة
- هيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية دوليًا في السابق، تواجه تحدي إعادة تأهيل نفسها كطرف شرعي في الحل السياسي.
- إعادة بناء الثقة الدولية: تحتاج سوريا إلى تجاوز حالة الانقسام الداخلي والانتقال إلى مرحلة بناء مؤسسات ديمقراطية.
- المساعدات الإنسانية: يبقى تأمين الاحتياجات الأساسية للشعب السوري أولوية قصوى في ظل الأزمة المستمرة.
السؤال الأهم الآن: هل سيتم تحديث القرار 2254 ليتوافق مع التغيرات الجديدة، أم سيستمر النقاش الدولي في التعثر دون تحقيق نتائج ملموسة؟ ش ع