شهدت مدينة ماغديبورغ الألمانية مظاهرات متباينة الإثنين الماضي، إثر هجوم دهس مروع استهدف سوق الميلاد، وأودى بحياة خمسة أشخاص، بينهم طفل يبلغ من العمر تسع سنوات، وأسفر عن إصابة أكثر من 200 شخص. بينما نظم حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف مسيرة لتكريم الضحايا تحت شعار “سئمنا من رؤية الناس يُقتلون”، رد مؤيدو حركة “غيب هاس كاينيه شانسي” (لا تعط الكراهية أي فرصة) بتنظيم تجمع للتنديد باستغلال الحادث سياسيًا.
الجدل حول الأمن والهجرة
أعاد الهجوم إشعال الجدل حول الأمن والهجرة في ألمانيا، حيث تأتي هذه الحادثة قبل الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 شباط/فبراير المقبل. واتهم حزب “البديل من أجل ألمانيا” الحكومة بالفشل في حماية المواطنين، مشيرًا إلى وجود “ثغرات أمنية خطيرة” ساهمت في وقوع الحادث.
اتهم يان فنتسل شميدت، القيادي في الحزب عن ولاية ساكسونيا-أنهالت، السلطات بفشل سياسي كبير. من جهتها، طالبت أليس فايدل، الرئيسة المشاركة للحزب، بإجراء تغييرات جذرية لضمان أمن المواطنين، مشددة على أن الحكومة الحالية تتحمل مسؤولية التقصير.
ردود فعل متباينة
أعربت حركة “غيب هاس كاينيه شانسي” عن استيائها مما وصفته بـ”محاولة استغلال الهجوم لأغراض سياسية”. ودعت الحركة إلى التمسك بقيم التسامح والإنسانية ورفض خطاب الكراهية الذي ترى أنه يفاقم الانقسامات داخل المجتمع.
ضغط سياسي على حكومة شولتز
تعهدت حكومة المستشار أولاف شولتز بالتحقيق في أوجه القصور الأمني. وأعلنت وزيرة الداخلية نانسي فيزر أنها ستواجه استجوابًا برلمانيًا نهاية كانون الأول/ديسمبر الجاري لتوضيح الإجراءات المتخذة قبل الهجوم ومدى فعاليتها.
تشير استطلاعات الرأي إلى تزايد الدعم لحزب “البديل من أجل ألمانيا”، الذي حصل على 20% من نوايا التصويت، ليصبح في المرتبة الثانية بعد المحافظين (32%)، بينما تراجع الحزب اليساري الوسطي بزعامة شولتز إلى المرتبة الثالثة بنسبة 15%. ورغم ذلك، لا تزال الأحزاب الكبرى ترفض التحالف مع الحزب اليميني المتطرف.
خلفية الهجوم
بحسب السلطات الألمانية، لا تزال دوافع المشتبه به، وهو طبيب نفسي سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، غير واضحة. وتشير تقارير إلى أنه تبنى آراء يمينية متطرفة وانتقد الإسلام، ما أثار تساؤلات حول دوافعه الحقيقية. وأعلنت السعودية أنها أبلغت السلطات الألمانية بخطورته عدة مرات وطالبت بتسليمه، إلا أن هذه الطلبات لم تُنفذ.
تعزيز التدابير الأمنية
أعاد الحادث النقاش حول فعالية التدابير الأمنية في الأسواق الميلادية والمناطق العامة. دافعت السلطات المحلية عن الإجراءات المتخذة، مثل تخصيص مدخل للطوارئ في السوق المستهدفة، بينما أكد خبراء أمنيون على ضرورة تأمين جميع المداخل والمنافذ لضمان سلامة الزوار.
في أعقاب الهجوم، كثفت ألمانيا الرقابة الأمنية على الأسواق الميلادية والمناطق العامة، وشددت إجراءات حيازة الأسلحة. تأتي هذه التدابير بعد سلسلة من الهجمات المشابهة، أبرزها حادثة برلين عام 2016 التي أسفرت عن مقتل 13 شخصًا.
خاتمة
يثير الهجوم الأخير في ماغديبورغ تساؤلات كبيرة حول كيفية تحقيق توازن بين تعزيز الأمن واحترام قيم التسامح في ألمانيا. مع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى الجدل حول الهجرة والأمن محور النقاش السياسي والاجتماعي في البلاد. ش ع
Enhance your industrial operations with BWER weighbridges, designed for exceptional accuracy and durability to support Iraq’s growing infrastructure and logistics sectors.