حكم بشار الأسد سوريا على مدى 24 عامًا، في فترة تخللتها أحداث مفصلية وتحولات عميقة، وصولًا إلى سقوط نظامه وفراره من دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024. وفيما يلي أبرز المحطات الرئيسية في مسيرته السياسية:
1. التوريث والبدء في السلطة (2000):
- تولى بشار الأسد السلطة في 17 يوليو/تموز 2000، خلفًا لوالده حافظ الأسد الذي حكم سوريا لنحو ثلاثة عقود.
- تم تعديل الدستور على وجه السرعة لخفض الحد الأدنى لسن الترشح للرئاسة، ليتمكن بشار، المولود في عام 1965، من تولي المنصب.
- بدأ بشار عهده بوعود للإصلاح والانفتاح، فيما عُرف بـ”ربيع دمشق”، لكنه سرعان ما عاد إلى سياسات القمع.
2. الانسحاب من لبنان (2005):
- بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، تعرض النظام لضغوط دولية وشعبية أجبرته على سحب قواته من لبنان، منهياً وجودًا عسكريًا دام 29 عامًا.
3. قمع المعارضة وتآكل الانفتاح:
- تزايدت الحملات الأمنية ضد المعارضة السياسية، بما في ذلك اعتقالات واسعة وتضييق على الحريات.
- شهدت سوريا استمرار حالة الطوارئ التي فرضها النظام منذ عام 1963.
4. الثورة السورية والحرب الأهلية (2011):
- مع انطلاق الربيع العربي، واجهت سوريا احتجاجات شعبية قوبلت بقمع دموي، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد.
- استخدم النظام الأسلحة الثقيلة والطيران ضد المعارضة، مما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
- تدفقت قوى إقليمية ودولية إلى الصراع، حيث دعمت إيران وروسيا النظام، فيما دعمت أطراف أخرى المعارضة.
5. الدور الإيراني والروسي:
- أصبحت إيران الحليف الأكبر للنظام، كما تدخل حزب الله اللبناني لدعمه عسكريًا.
- في 2015، أطلقت روسيا تدخلًا عسكريًا مكثفًا ساعد النظام على استعادة مناطق واسعة كانت تحت سيطرة المعارضة.
6. العزلة الدولية والاتهامات بجرائم حرب:
- تعرض النظام لعقوبات دولية واتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية.
- في 2023، أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف دولية بحق بشار الأسد، وسط دعوات متزايدة لمحاسبته.
7. السقوط وفرار الأسد (2024):
- في ديسمبر/كانون الأول 2024، قادت فصائل المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، هجومًا مباغتًا استهدف دمشق، مما أسفر عن انهيار النظام وفرار الأسد إلى جهة غير معلومة.
- يمثل هذا الحدث نهاية حقبة طويلة من الحكم الاستبدادي، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة مليئة بالتحديات لسوريا وشعبها.
الخلاصة:
حكم بشار الأسد اتسم بالتناقضات بين وعود الإصلاح والقمع الشديد، وبين الانفتاح الظاهري والتحالف مع قوى إقليمية ودولية. ومع سقوط نظامه، تُطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل سوريا ومسارها السياسي والاجتماعي في ظل هذه التحولات التاريخية.ش ع