
في إطار استمرار تطبيق اتفاق الهدنة في غزة، تُجري إسرائيل وحركة حماس السبت 8 فبراير 2025 عملية تبادل جديدة لدفعة خامسة من المعتقلين والرهائن. وتأتي هذه الخطوة بعد أن بدأ وقف إطلاق النار بين الطرفين في 19 يناير الماضي، بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب المدمرة. ويشمل الاتفاق تبادل الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مع تجنب العمليات القتالية.
تفاصيل التبادل
أعلن نادي الأسير الفلسطيني عن الإفراج عن 183 معتقلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، في مقابل إطلاق سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين من قبل حركة حماس. الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم هم أور ليفي، إيلي شرابي، وأوهاد بن عامي، الذين تم احتجازهم في هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.
تأتي هذه العملية ضمن سلسلة من عمليات التبادل المقررة، حيث تشمل المرحلة الأولى التي تمتد لستة أسابيع الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1900 معتقل فلسطيني. وحتى اليوم، شهدت العملية أربع مراحل تبادل، أفضت إلى إطلاق سراح 18 رهينة و600 معتقل فلسطيني.
المفاوضات والضغوط السياسية
بينما تسير عملية التبادل على قدم وساق، دخلت محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل مرحلة جديدة في الدوحة، حيث يتم بحث المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تهدف إلى الإفراج عن جميع الرهائن، كما تسعى للوصول إلى حل دائم للنزاع. وتشارك قطر، الولايات المتحدة، ومصر في الوساطة بين الجانبين.
إلا أن المقترحات السياسية التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعادت خلط الأوراق. حيث اقترح ترامب في الآونة الأخيرة أن تتولى الولايات المتحدة إدارة قطاع غزة بشكل مؤقت وتقوم بتطوير مشاريع عقارية فيه، في خطوة رفضتها مصر والأردن بشدة، بالإضافة إلى استنكار دولي واسع. كما قوبل هذا الاقتراح برفض حازم من قبل حركة حماس والسلطة الفلسطينية، مما أثار تساؤلات حول آفاق الحلول المستقبلية في المنطقة.
التطورات العسكرية والسياسية
من جانب آخر، وافقت الولايات المتحدة على بيع إسرائيل قنابل بمقدار 6.75 مليار دولار، في وقت حساس تزامن مع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة. وأكد الرئيس الأمريكي دعمه لإسرائيل من خلال فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي سياق آخر، كشفت إسرائيل عن خطة لتسهيل “المغادرة الطوعية” لسكان غزة، وهي خطوة تثير المخاوف من تداعيات إنسانية كبيرة.
الخلاصة
بينما تتابع عملية تبادل المعتقلين والرهائن في إطار اتفاق الهدنة في غزة، يبقى الوضع على الأرض متقلبًا، مع تداخل المسارات السياسية والميدانية التي قد تؤثر على مستقبل المنطقة. ش ع