النواة الداخلية للأرض: هل هي صلبة كما كنا نعتقد؟

لطالما اعتقدنا أن نواة الأرض الداخلية هي كتلة صلبة مستقرة مكونة أساسًا من الحديد والنيكل في حالة صلبة بسبب الضغط الهائل. ولكن دراسة جديدة أجراها علماء من جامعة ساوث كاليفورنيا تفتح آفاقًا جديدة في فهمنا للبنية الداخلية لكوكبنا، مشيرة إلى أن النواة الداخلية قد تكون أقل صلابة مما كان يُعتقد سابقًا.

نتائج الدراسة: تغييرات مفاجئة في هيكل النواة

الدراسة، التي نشرت في دورية “نيتشر: جيوساينس” Nature Geoscience، استخدمت بيانات زلزالية تم جمعها على مدار عقود من الزلازل التي وقعت بالقرب من جزر ساندويتش الجنوبية في القارة القطبية الجنوبية. وبناءً على هذه البيانات، اكتشف العلماء أن النواة الداخلية للأرض قد تتعرض لتغييرات ديناميكية، وأن سطحها قد يكون في حالة تغير مستمر نتيجة لتفاعلات مع النواة الخارجية السائلة.

النواة الداخلية للأرض: تركيبها المعقد

تتكون الأرض من طبقات متعددة تبدأ بالقشرة الأرضية، تليها طبقة الوشاح، ثم النواة الداخلية والخارجية. بينما كانت النواة الداخلية، التي تقع على عمق 5100 إلى 6371 كيلومترًا تحت السطح، تُعتبر كرة صلبة غير متحركة، فإن البيانات الجديدة تشير إلى أن هذا الاعتقاد قد لا يكون دقيقًا تمامًا.

النواة الخارجية السائلة التي تقع تحت النواة الداخلية تشهد تيارات حرارية وحركية مستمرة، مما يولد المجال المغناطيسي للأرض. ويبدو أن هذه الحركات الديناميكية قد تؤثر على النواة الداخلية بطرق غير مرئية سابقًا، مما يتسبب في تغيرات لزجة على سطحها.

كيف تؤثر هذه التغيرات على الأرض؟

قد تكون هذه التغيرات في النواة الداخلية، رغم كونها صغيرة، مسؤولة عن بعض الظواهر الجيولوجية الدقيقة التي نلاحظها على سطح الأرض. على سبيل المثال، قد تؤثر على دوران النواة الداخلية، وهو ما يمكن أن يؤثر بدوره على طول اليوم الأرضي. كذلك، يمكن أن تكون هذه التفاعلات مسؤولة عن بعض التقلبات في المجال المغناطيسي للأرض.

ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف؟

يُعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أعمق لكوكبنا، وهو يعكس تعقيدًا أكبر في البنية الداخلية للأرض مما كنا نتصور. يمكن أن يساعدنا هذا الفهم في تفسير العديد من الظواهر الجيولوجية التي تحدث على سطح الأرض مثل الزلازل والبراكين، ويعزز فهمنا للمجال المغناطيسي الذي يحمي كوكبنا من الإشعاعات الكونية.

خلاصة

بينما كنا نعتقد لفترة طويلة أن النواة الداخلية للأرض هي كتلة صلبة ثابتة، فإن الدراسة الحديثة تقدم دليلاً على أن هذه النواة أكثر ديناميكية وتعقيدًا مما تصورنا. هذه التغيرات الديناميكية قد تؤثر على الأرض بطرق دقيقة ولكن هامة، وتفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول التركيب الداخلي للكوكب ودور هذه التفاعلات في استقرار الأرض بشكل عام.ش ع