
وصل الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى السعودية يوم الإثنين في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية قبل نحو شهرين. تعتبر الزيارة خطوة مهمة في إطار رغبة بيروت في ترميم علاقاتها مع الرياض بعد سنوات من التوتر، وخاصة عقب فترة حكم حزب الله المدعوم من إيران في لبنان.
وفي تصريحات له عبر منصة “إكس”، عبّر عون عن تطلعه إلى المحادثات التي سيجريها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا أن هذه الزيارة “ستمهّد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين”. وأكد عون أيضًا أن الزيارة تمثل فرصة لتأكيد “عمق العلاقات اللبنانية السعودية” وللتعبير عن “تقدير لبنان للدور الكبير الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته”.
ويرافق الرئيس اللبناني في هذه الزيارة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، حيث تهدف الزيارة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد فترة من التوتر.
وكانت السعودية قد تراجعت عن دورها السياسي في لبنان في السنوات الأخيرة اعتراضًا على هيمنة حزب الله المدعوم من إيران على المشهد السياسي اللبناني. ولكن مع انتخاب عون رئيسًا، بدأت المملكة تعيد الانخراط في السياسة اللبنانية، خاصة بعد الانتهاء من أزمة الشغور الرئاسي التي استمرت لمدة عامين.
وفي مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، أعرب عون عن أمله في أن تعمل السعودية، وخاصة ولي العهد، على “تصويب العلاقة لمصلحة البلدين” وإزالة العوائق التي كانت قائمة في الماضي القريب. كما أشار إلى أن الزيارة ستشكل أيضًا مناسبة لشكر المملكة على دورها في إنهاء الشغور الرئاسي.
وقد شهدت العلاقات بين لبنان والسعودية توترًا في السنوات الأخيرة، خاصة في 2021 عندما استدعت دول الخليج دبلوماسييها من بيروت بسبب تصريحات وزير لبناني انتقد التدخل السعودي في اليمن. مع ذلك، مع انتخاب عون رئيسًا، شهدت العلاقات تحسنًا تدريجيًا، حيث زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لبنان في يناير وأعرب عن “الثقة” في القيادة الجديدة.
ويعول لبنان على الدعم الخليجي، وخاصة من السعودية، في مساعدته على التعافي من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها منذ عام 2019، بالإضافة إلى الحصول على مساعدات لإعادة الإعمار بعد الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة في جنوب لبنان وشرقه.ش ع