
في 4 مارس 2025، انطلقت القمة العربية الطارئة في القاهرة، والتي تناولت بشكل رئيسي خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها القطاع الفلسطيني. القمة التي شهدت حضورًا مكثفًا من القادة العرب والدوليين، أكدت دعم المجتمع الدولي لهذه المبادرة العربية في مواجهة التحديات المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
دعم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لخطة الإعمار
أكد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، خلال القمة على استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة. وأوضح كوستا أن الاتحاد يرفض بشكل كامل أي محاولات لتغيير الطابع الديمغرافي للقطاع، في تأكيد على التزامه بالميثاق الأممي والقانون الدولي، وبدعم “حل الدولتين” كإطار للوصول إلى سلام دائم في المنطقة. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يعي تمامًا أهمية الشراكة الأوروبية العربية في هذه الأوقات الصعبة.
من جانب آخر، دعم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خطة مصر، مشيرًا إلى استعداد المنظمة الدولية للمشاركة الفعالة في إعادة إعمار غزة. وأكد جوتيريش ضرورة تذليل العقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشددًا على ضرورة أن تكون غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، وعلى أهمية منع استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي قد تزيد من معاناة الفلسطينيين وتوسع نطاق الصراع.
رفض تهجير الفلسطينيين
في سياق متصل، أكد العديد من القادة العرب على رفضهم التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية. الملك الأردني عبد الله الثاني شدد على دعم بلاده لخطة مصر للإعمار، وأكد على موقف الأردن الراسخ في رفض تهجير الفلسطينيين أو فرض أي سيطرة إسرائيلية جديدة على الأراضي الفلسطينية.
كذلك، شدد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على ضرورة دعم خطة مصر، مؤكدًا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ورفض محاولات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أرسل رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ختام كلمته، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار في غزة لم يكن ليتم إلا بفضل دور الرئيس الأميركي وإدارته، وأعرب عن ثقته في قدرة ترامب على تحقيق السلام في القضية الفلسطينية.
موقف السعودية والمشاركة العربية
من جانب آخر، ترأس وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وفد المملكة في القمة، مؤكداً دعم السعودية الكامل للقضية الفلسطينية، لا سيما في مجالات إعادة الإعمار وتحقيق السلام العادل القائم على حل الدولتين. كما أعرب عن التزام المملكة بمواقفها الثابتة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
القمة العربية الطارئة في القاهرة شكلت فرصة مهمة لدعم خطة مصر لإعادة إعمار غزة في إطار دولي وعربي مشترك، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الطابع الفلسطيني للقطاع. كما أبدى المشاركون في القمة استعدادهم لإزالة العقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية، والتأكيد على أهمية تعزيز الوحدة العربية لمواجهة التحديات المستمرة في المنطقة.ش ع