حوادثوطني

البليدة تُحارب “السموم البيضاء”: حملات أمنية تسفر عن حجز مؤثرات عقلية وكوكايين وأسلحة بيضاء

البليدة – تخوض مختلف مصالح الأمن بولاية البليدة، وعلى رأسها الفرق العملياتية التابعة للشرطة القضائية، حربًا يومية ضد آفة ترويج المؤثرات العقلية والمخدرات، التي باتت تشكّل تهديدًا حقيقيًا للشباب وأمن الأحياء. وفي إطار هذه الجهود، تم خلال الأيام القليلة الماضية تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية النوعية التي أسفرت عن توقيف عدد من المتورطين، وحجز كميات معتبرة من المؤثرات العقلية، وكذا وسائل تُستعمل في الترويج والترويع، على غرار الأسلحة البيضاء وعبوات الغاز المسيل للدموع.

ضبط 1257 كبسولة مهلوسة وقارورتي غاز مسيل للدموع

العمليات التي نُفذت بالتنسيق مع النيابة المختصة، سمحت بحجز ما مجموعه 1257 كبسولة من المؤثرات العقلية، كمية من المخدرات الصلبة من نوع كوكايين، وقارورتي غاز مسيل للدموع، إضافة إلى عدة أسلحة بيضاء، بعضها من الحجم الكبير، وأدوات تُستخدم عادةً في تقطيع وتغليف المخدرات.

الكمين المحكم لمروّجي الأقراص المهلوسة بموزاية

من بين أبرز القضايا التي تم معالجتها، تلك التي قادتها مصالح الشرطة القضائية بأمن دائرة موزاية، والتي تكللت بتوقيف شخصين يبلغان من العمر ما بين 23 و30 سنة، كانا بصدد تمرير كمية من المؤثرات العقلية باستعمال دراجة نارية. وقد حاول المشتبه فيهما استغلال أحد المسالك الترابية المعزولة للفرار من المراقبة الأمنية، إلا أن يقظة عناصر الشرطة حالت دون ذلك. وبعد عملية تفتيش دقيقة، تم العثور على كيس بلاستيكي يحتوي على 744 كبسولة مهلوسة، مخبأة بإحكام داخل الدراجة، ليتم توقيف المعنيين وتحويلهما إلى المصلحة المختصة، حيث أُنجز في حقهما ملف قضائي قُدّما بموجبه أمام الجهات القضائية.

الكوكايين في قلب الأحياء الشعبية

في قضية أخرى، تمكنت عناصر الأمن الحضري الثامن من توقيف شخص تورط في ترويج المخدرات الصلبة (الكوكايين)، إلى جانب الأقراص المهلوسة. وبعد عملية متابعة دقيقة، تمت مداهمة منزل المشتبه فيه، أين تم ضبط 513 قرص مهلوس، وقارورتي غاز مسيل للدموع، إلى جانب أربعة أسلحة بيضاء. التحقيقات كشفت أن المعني كان يستغل تنقلاته بين الأحياء من أجل توزيع هذه المواد السامة على الشباب، مستغلاً ضعف الرقابة في بعض الأزقة الضيقة. وقد تم توقيفه وتحويله إلى الجهات القضائية المختصة.

الفرقة المتنقلة تطيح بشبكة ثلاثية وتحجز كوكايين وأموال مشبوهة

الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، من جهتها، نفذت عمليتين متفرقتين مكنتها من توقيف ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة. هؤلاء المشتبه فيهم كانوا ينشطون ضمن شبكة مصغّرة لترويج الكوكايين والمؤثرات العقلية، مستغلين وسائل مختلفة بينها الدراجات النارية، ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد أسفرت العملية عن حجز كمية من الكوكايين بلغ وزنها 6.56 غرام، إضافة إلى مؤثرات عقلية، شفرات لتقطيع المخدرات، حقنة طبية، ومبالغ مالية من عائدات الترويج، فضلاً عن سكينين كبيرين.

رسالة ردع قوية من الأمن: “لا تساهل مع المروجين”

تؤكد هذه العمليات الناجحة عزم مصالح أمن ولاية البليدة على استئصال جذور الجريمة المرتبطة بترويج السموم البيضاء، خاصة بعد أن باتت تستهدف فئات هشّة في المجتمع، بينها الشباب وحتى الأطفال في بعض الحالات. وتُعد هذه الحملات أيضًا رسالة ردع قوية لكل من تسوّل له نفسه المتاجرة في صحة المواطنين وسلامة المجتمع.

وفي سياق متصل، دعت المصالح الأمنية المواطنين إلى تعزيز التعاون مع الأجهزة المختصة، عبر الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدين أن الخط الأخضر يبقى مفتوحًا للتبليغ بسرية تامة.

خاتمة: الأمن مسؤولية جماعية

يبقى الوعي المجتمعي والمرافقة المؤسساتية والتنسيق الأمني عوامل أساسية في إنجاح مثل هذه العمليات، والتصدي الفعال لمروجي المخدرات. فالرهان لا يقتصر على التوقيف والمصادرة، بل يتعداه إلى وقاية المجتمع من الانحراف، وبناء جدار صدّ منيع أمام هذه الآفة التي تنخر الأحياء وتفتك بالأجيال. ش ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى