
دمشق | 29 أفريل 2025
ارتفعت حصيلة الاشتباكات الدامية التي شهدتها مدينة جرمانا، جنوب شرقي دمشق، إلى 14 قتيلاً على الأقل، في أحدث انفجار طائفي تشهده سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. وتوعدت وزارة الداخلية السورية في بيان رسمي بـ”ملاحقة المتورطين”، وسط تصاعد المخاوف من انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى الطائفية.
الاشتباكات التي اندلعت ليل الإثنين – الثلاثاء، جاءت إثر تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي يتضمن إساءة للنبي محمد، ما فجّر موجة غضب في أوساط مسلحين سنّة، وتسببت بمواجهات عنيفة بين الطرفين استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من بين القتلى سبعة مسلحين دروز، فيما تحدثت مصادر محلية عن سقوط 13 قتيلاً مدنياً ومسلحاً، بينهم عنصران من جهاز الأمن العام السوري، الذي يضم مقاتلين سابقين من المعارضة.
توتر طائفي متجدد بعد سقوط الأسد
يأتي هذا التصعيد في ظل أجواء توتر غير مسبوقة تعيشها البلاد منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصعود حكومة معارضة إسلامية إلى السلطة، ما أجّج مخاوف الأقليات، لا سيما الدروز والعلويين. وكان نحو 1700 شخص قد قُتلوا في الساحل السوري الشهر الماضي في أعمال عنف وصفت بأنها “انتقامية”، وهو ما يسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني والطائفي في البلاد.
وتعدّ مدينة جرمانا، ذات الأغلبية الدرزية، واحدة من أبرز المناطق المختلطة في ريف دمشق، وقد شهدت منذ بداية النزاع السوري توترات متكررة بسبب موقعها الجغرافي الحساس.
ردود فعل رسمية وتهدئة دينية
في محاولة لاحتواء الموقف، فرضت وزارة الداخلية طوقاً أمنياً مشدداً حول المدينة، ونشرت عربات مدرعة وطائرات مسيّرة تابعة لوزارة الدفاع، مؤكدة أن “التحقيقات مستمرة لتحديد مصدر التسجيل الصوتي المسيء”، في وقت شددت فيه على “أهمية حماية السلم المجتمعي”.
في المقابل، حمّل شيوخ الطائفة الدرزية الحكومة مسؤولية ما حدث، داعين إلى محاسبة المتسببين في تفجير الاشتباكات، مؤكدين أن “الإساءة لا تمثل إلا أصحابها”، ومحذرين من محاولات تأجيج الانقسامات الطائفية.
رفض نزع السلاح وقلق إسرائيلي
وفي خلفية الأحداث، يتجلى رفض المقاتلين الدروز نزع سلاحهم، رغم دعوات الحكومة الجديدة إلى توحيد السلاح تحت سلطتها. ويبرر الدروز موقفهم هذا بانعدام الثقة تجاه الحكومة، واتهامها بالعجز عن حمايتهم من الجماعات السلفية المسلحة.
من جانبها، لوّحت إسرائيل بإمكانية التدخل لحماية الدروز، حيث يعيش عشرات الآلاف منهم في الجولان المحتل وأراضي 1948، في مؤشر على البُعد الإقليمي لتطورات الملف السوري، الذي ما زال مفتوحاً على احتمالات الانفجار.
تشكّل أحداث جرمانا إنذاراً جديداً لما قد تشهده سوريا من انفلات أمني وعنف طائفي إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لضبط الأمن، وتعزيز الثقة بين المكونات المختلفة، خاصة في ظل غياب سلطة مركزية قوية وتزايد نفوذ الجماعات المحلية المسلحة. ش ع
ready-made accounts for sale account buying platform
sell pre-made account website for selling accounts
database of accounts for sale account marketplace
guaranteed accounts purchase ready-made accounts