دولي

فيديو يوثّق اللحظات الأخيرة لمسعفين قُتلوا في غزة ودفنوا في “مقبرة جماعية”

كشف الهلال الأحمر الفلسطيني، الجمعة، عن مقطع فيديو صادم يوثّق اللحظات الأخيرة في حياة مسعفين قُتلوا بنيران إسرائيلية جنوب قطاع غزة في 23 مارس الماضي، قبل العثور على جثثهم مدفونة في “مقبرة جماعية” في مدينة رفح بعد أسبوع.

وقال مروان الجيلاني، نائب رئيس الهلال الأحمر، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إن الفيديو صوّره أحد المسعفين القتلى باستخدام هاتفه المحمول الذي وُجد إلى جواره، وتمت مشاركته مع مجلس الأمن الدولي لاستخدامه كدليل على ما وصفه بـ”جريمة حرب ضد طواقم الإغاثة”.

الفيديو: نور في الظلام وصوت إطلاق نار

يُظهر الفيديو الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، قافلة من سيارات الإسعاف، جميعها تحمل شعارات واضحة ومصابيح مضاءة، تسير في الظلام تلبيةً لنداءات استغاثة من مدنيين محاصرين تحت القصف في رفح.

داخل إحدى المركبات، يسمع صوت مسعف يقول: “يا رب يكونوا بخير… يبدو أنه حادث”. وبعد لحظات، يبدأ إطلاق نار كثيف، وتنقلب الشاشة إلى السواد، فيما يستمر الصوت، حيث يُسمع المسعف وهو يردد الشهادتين بصوت مرتجف:
“لا إله إلا الله محمد رسول الله… سامحيني يا أمي، لأنني اخترت هذا الطريق، أن أساعد الناس… تقبلني شهيدًا يا رب”.

وفي ختام الفيديو، يقول: “جاء اليهود، جاء اليهود” – وهي العبارة التي يستخدمها الفلسطينيون تقليديًا للإشارة إلى الجنود الإسرائيليين.

ضحايا العمل الإنساني

بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، فإن الضحايا الذين عُثر عليهم في 30 مارس في رفح ضمن “مقبرة جماعية” هم:

  • 8 مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني

  • 6 عناصر من الدفاع المدني

  • 1 موظف تابع للأمم المتحدة

وأكدت الأمم المتحدة أن ما جرى “مروع”، مطالبةً بتحقيق فوري وشفاف.

من جانبه، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ناداف شوشاني استهداف مركبات الإسعاف دون مبرر، زاعمًا أن القافلة كانت “مشبوهة” وكانت تسير دون إضاءة، إلا أن الفيديو يتعارض مع هذا التصريح.

ردود ومطالب بالتحقيق

طالبت عدة منظمات دولية بفتح تحقيق مستقل في الحادثة، واعتبر حقوقيون أن الفيديو يمثل “دليلًا دامغًا على استهداف متعمّد للعاملين في المجال الإنساني”.

ويأتي هذا التطور في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في جنوب قطاع غزة، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني وارتفاع أعداد القتلى بين المدنيين والطواقم الطبية. ش ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫47 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى