مالي على صفيح ساخن: السلطة الانقلابية تفتعل أزمة خانقة في الشمال وتتهم الجزائر زورًا

الجزائر – في تصعيد خطير يفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية، تتهم السلطات الانقلابية في مالي بالوقوف وراء افتعال أزمة تموينية حادة في مدن شمال مالي، وسط ندرة حادة في الوقود والمواد الغذائية الأساسية، وارتفاع جنوني في الأسعار، ما زاد من معاناة السكان، في محاولة – كما يرى متابعون – لـ”تصدير أزمتها الداخلية” إلى الخارج و”تحميل الجزائر وزر فشلها”.

💥 تدهور العلاقات وارتفاع الأسعار

وأكد الناشط المالي حسين أغ عيسى أن توتر العلاقات بين الجزائر ومالي انعكس مباشرة على الحياة اليومية للسكان في الشمال، حيث أصبح فلتر البنزين يُباع بـ4000 فرنك سيفا بعد أن كان لا يتجاوز 700 فقط، في حين سجلت بعض المواد الاستهلاكية ندرة كبيرة في الأسواق، الأمر الذي زاد من مأساوية الوضع المعيشي في مناطق تعاني أصلاً هشاشة خدمية وأمنية.

🎯 الجزائر ترد: “اتهامات باطلة ومشروع انقلابي فاشل”

في مواجهة الاتهامات الموجهة من باماكو حول حادثة طائرة “تين زواتين”، ردت وزارة الخارجية الجزائرية ببيان شديد اللهجة، اعتبرت فيه أن ما تصدره السلطة الانتقالية في مالي لا يعدو أن يكون “محاولات بائسة لصرف الأنظار عن فشل مشروع انقلابي يعمق أزمات البلاد”.

الجزائر وصفت الاتهامات بـ”الادعاءات الكاذبة التي لا تستند إلى أي دليل”، وأكدت أن “المشروع الانقلابي الحاكم في باماكو هو سبب الانزلاق الأمني والاقتصادي الحاد الذي تعرفه مالي”، مشددة على أن الشعب المالي هو من يدفع ثمن المغامرات السياسية والطموحات الشخصية للعسكر المتحكمين في السلطة.

⚠️ اتهامات خطيرة… ورد واضح

وجاء في البيان:

“نرفض بقوة محاولات الطغمة الانقلابية جعل الجزائر كبش فداء لنكساتها، فمصداقية الجزائر في مكافحة الإرهاب لا تحتاج إلى إثبات، بينما العجز الحقيقي يكمن في السلطة الانتقالية التي لم تجد حلاً سوى الاستنجاد بالمرتزقة والتخلي عن واجباتها تجاه شعبها”.

 أزمة تتجاوز حدود مالي

ويرى مراقبون أن الأزمة المفتعلة من طرف باماكو تسعى لجرّ دول الساحل الأخرى، لا سيما بوركينا فاسو والنيجر، إلى مواجهة مع الجزائر، وهو ما من شأنه تفجير الوضع الجهوي وتهديد استقرار منطقة الساحل برمتها.

ما يجري في مالي اليوم يتجاوز حدود أزمة داخلية، ليكشف عن فشل نظام عسكري يسعى لإسكات الاحتجاجات وتبرير الإخفاقات عبر افتعال صراعات خارجية. الجزائر، التي تتبنّى موقفًا ثابتًا من الشرعية الدستورية، تواصل دعمها للشعب المالي، لكنها ترفض الزج باسمها في حسابات سياسية متهورة.                        ش ع