
في تصعيد جديد للتوتر في المنطقة، شنت إسرائيل غارات جوية عنيفة مساء الخميس استهدفت مواقع عسكرية في منطقة الكسوة بريف دمشق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما نددت الأمم المتحدة والعديد من العواصم العربية بهذا التصعيد، واعتبرته سوريا “محاولة متعمدة لزعزعة استقرارها”.
تفاصيل الضربات
بحسب المرصد، استهدفت الغارات مواقع الفرقة الأولى واللواء 75 في بلدة المقيليبة، دون أن تصدر معلومات رسمية دقيقة عن الخسائر البشرية أو المادية حتى اللحظة. هذه الغارات جاءت بعد أقل من 24 ساعة على ضربات عنيفة طالت مطار حماة العسكري ومواقع أخرى، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا، من بينهم عسكريون.
وقال شهود عيان إن الغارات دمرت منظومة رادار عسكرية ومعدات دفاع جوي، فيما أظهرت صور بثتها وكالة فرانس برس طائرات محترقة وآليات عسكرية مدمرة داخل مطار حماة، الذي تم إخراجه عن الخدمة.
ردود محلية ودولية
وصفت وزارة الخارجية السورية هذا الهجوم بأنه “تصعيد غير مبرر” استهدف خمس مناطق متفرقة خلال نصف ساعة فقط، مخلّفًا أضرارًا جسيمة بمطار حماة العسكري، إضافة إلى إصابات في صفوف المدنيين والعسكريين.
من جهته، ندد المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون بشدة بهذه الضربات، مؤكدًا أنها “تقوّض جهود السلام في سوريا وتفاقم حالة عدم الاستقرار في توقيت حرج”.
كما أعربت عواصم عربية كالقاهرة، الرياض، الدوحة، وعمان عن رفضها الشديد للتصعيد الإسرائيلي، معتبرة أن هذه الأعمال تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها.
الرد الإسرائيلي وتحذيرات مباشرة
أقرت إسرائيل بشنّها هذه الغارات، مدعية أنها استهدفت “قدرات وبنى تحتية عسكرية تهدد أمنها القومي”، كما حذّرت الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع من “دفع ثمن باهظ” إذا تم المساس بالمصالح الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.
وتأتي هذه الضربات ضمن سلسلة من العمليات التي تنفذها إسرائيل منذ سقوط النظام السابق، بزعم منع تسلّح القيادة الجديدة بترسانة الجيش السوري السابق، وفرض خطوط حمراء جديدة في المنطقة العازلة بالجولان.
خلاصة
التصعيد الإسرائيلي الأخير يُنذر بمزيد من التعقيد في المشهد السوري، في وقت تحاول فيه البلاد لملمة جراحها وسط ظروف سياسية وإنسانية خانقة. وبينما تؤكد تل أبيب على “حقها في الدفاع عن النفس”، ترى دمشق وحلفاؤها أن هذه الضربات ليست سوى محاولة لإطالة أمد الأزمة السورية وتقويض أي فرصة للتعافي. ش ع