
نيودلهي – إسلام آباد | 29 أفريل 2025
عاد التوتر ليخيّم على العلاقات بين الهند وباكستان عقب الهجوم الدامي الذي شهدته منطقة باهالغام في كشمير الهندية في 22 أفريل، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنياً، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها المنطقة منذ عقود.
وردّاً على الهجوم، منح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي القوات المسلحة “حرية التحرك الكاملة”، مشدداً خلال اجتماع مع كبار قادة الجيش والأمن، على ضرورة “توجيه ضربة ساحقة للإرهاب” معبّراً عن ثقته في “القدرات المهنية للقوات المسلحة الهندية”، في إشارة مباشرة إلى تحميل باكستان مسؤولية الاعتداء، وهي الاتهامات التي سارعت إسلام آباد إلى نفيها، داعية إلى “تحقيق محايد” حول ملابسات الهجوم.
وفي تصعيد ميداني، أعلنت الهند أن قواتها تعرضت لإطلاق نار من الجانب الباكستاني لليلة الخامسة على التوالي عبر خط المراقبة في كشمير، ما وصفه الجيش بـ”الاستفزاز المتكرر”، مؤكداً أنه “رد بطريقة منضبطة وفعالة”. بينما قالت وسائل إعلام باكستانية إن قوات بلادها أسقطت طائرة استطلاع هندية بدون طيار اخترقت الأجواء الباكستانية، مما يفاقم التوتر القائم.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى التدخل، مطالباً بـ”نصح الهند بضبط النفس”، ومؤكداً أن “باكستان ستدافع عن سيادتها ووحدة أراضيها بكل قوتها”، إذا ما أقدمت نيودلهي على ما وصفه بـ”خطوة مؤسفة”.
وتوالت الاتهامات والإجراءات العقابية المتبادلة بين البلدين، حيث خفضت نيودلهي مستوى العلاقات الدبلوماسية، وأغلقت المعابر البرية، وعلّقت تأشيرات الدخول للباكستانيين، بالإضافة إلى تعليق معاهدة تقاسم المياه. في المقابل، ردت إسلام آباد بطرد دبلوماسيين هنود، وإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية.
في الأثناء، أعلنت الشرطة الهندية عن مكافأة مالية مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على ثلاثة مطلوبين، بينهم باكستانيان، يُشتبه في انتمائهم لجماعة “عسكر طيبة” المصنّفة كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة.
ويُعيد هذا التوتر إلى الأذهان سيناريوهات الصدامات السابقة بين القوتين النوويتين، لا سيما الهجوم الذي وقع في بولواما سنة 2019، والذي أدى إلى غارات جوية متبادلة بين البلدين.
وفي ظل هذه التطورات، جدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته للطرفين إلى “تجنب المواجهة”، محذراً من تداعيات قد تكون “مأساوية” في حال خرج الوضع عن السيطرة.ش ع