دولي

“إغاثة غزة” تعلن بدء توزيع المساعدات وسط استقالة مفاجئة لمديرها بسبب غياب الاستقلالية

غزة –  الإثنين 26 ماي 2025

في خضم تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أعلنت مؤسسة “إغاثة غزة”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، عن انطلاق عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع ابتداءً من اليوم الإثنين، رغم استقالة مفاجئة لمديرها التنفيذي جيك وود، الذي أعرب عن استحالة مواصلة العمل “دون انتهاك المبادئ الإنسانية الأساسية”.

وفي بيان نشرته المؤسسة الأحد، أكدت أنها “تخطط للتوسع بسرعة لخدمة جميع سكان القطاع خلال الأسابيع المقبلة”، فيما لم توضح كيفية تجاوز الأزمة الإدارية الناجمة عن مغادرة وود الذي تولى منصبه قبل أقل من شهرين فقط.

❝ لا حياد ولا استقلالية ❞

وأوضح المدير المستقيل جيك وود، وهو خبير أمريكي في العمل الإنساني، أنه قرر الانسحاب من مهمته بعد أن اتضح له أن تنفيذ المهمة الإغاثية دون المساس بالمبادئ الإنسانية أمر غير ممكن. وقال في بيان رسمي:

“الحياد، وعدم التحيز، والاستقلالية، ليست شعارات بل معايير أساسية… ويؤسفني القول إن هذه القيم لم تجد بيئة ملائمة داخل هذه المؤسسة”.

وأضاف وود: “لقد شعرت بمسؤولية إنسانية تحتم علي محاولة المساعدة، لكنني لا أستطيع أن أكون جزءاً من خطة لا تلتزم بالمعايير الأخلاقية للعمل الإنساني”.

🤝 رفض أممي وتوجس إنساني

وتأتي هذه التطورات وسط رفض منظمات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التقليدية التعاون مع المؤسسة، بسبب ما وصفته بـ”الطبيعة السياسية والانتقائية” للدور الذي أسند للمؤسسة، إضافة إلى شراكتها المباشرة مع إسرائيل، التي تُتهم بتقييد دخول المساعدات وتوجيهها بما يخدم أجنداتها الأمنية.

🚨 سياق مأزوم ومجاعة وشيكة

تزامن الإعلان عن بدء التوزيع مع تحذيرات منظمات إغاثية من تصاعد خطر المجاعة في غزة، خصوصاً مع تضرر شبكات الإمداد، وتعطّل عمل معظم المنظمات المحلية والدولية بفعل القصف المستمر. كما أشارت مصادر في غزة إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر فعلياً على 77% من مساحة القطاع، وفق بيان المكتب الإعلامي التابع لحماس.

وتواجه غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ يعاني أكثر من مليوني نسمة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وسط قصف متواصل للبنية التحتية، وتعطّل معظم المستشفيات ومرافق الإيواء.

🔍 دعوات لمراجعة المبادرة

وفي ختام بيانه، دعا وود إسرائيل إلى “توسيع عمليات إدخال المساعدات بكافة السبل”، مطالباً جميع الفاعلين بـ”العمل الجاد على تطوير آليات مستقلة ومحايدة لضمان وصول المساعدات لمن يحتاجها دون تسييس أو تمييز”.

وسط هذه الأجواء، يبقى مستقبل مبادرة “إغاثة غزة” محل تساؤل، في ظل استمرار الضغوط الدولية على تل أبيب لتسهيل وصول المساعدات، ودعوات منظمات حقوق الإنسان إلى إنشاء ممرات إنسانية آمنة ومستقلة، بعيدة عن التأثيرات السياسية والعسكرية.    ش علي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى