دولي

اتفاق استثماري ضخم في دمشق بحضور المبعوث الأمريكي.. والطاقة على رأس أولويات الإعمار

في أول زيارة رسمية له إلى العاصمة السورية منذ تعيينه مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة، حضر الدبلوماسي الأمريكي توماس باراك توقيع اتفاق استثماري في قطاع الطاقة بقيمة سبعة مليارات دولار، في خطوة تُعد من أبرز المؤشرات على عودة الانخراط الأمريكي في إعادة إعمار سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

باراك يرفع العلم الأمريكي من جديد في دمشق

الزيارة، التي جاءت بعد نحو أسبوع من تعيين باراك في منصبه، شهدت لحظة رمزية برفع العلم الأمريكي مجددًا فوق مبنى السفارة المهجور في دمشق، بعد 13 عامًا على إغلاقها عقب اندلاع الحرب الأهلية في 2011.

وفي تصريحاته للصحافة، أكد باراك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في المرحلة الجديدة فرصة لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك اتفاق عدم اعتداء محتمل مع إسرائيل وترسيم للحدود.

استثمارات غير مسبوقة بعد رفع العقوبات

وجاء الحدث الأبرز خلال الزيارة بتوقيع مذكرة تفاهم للاستثمار في قطاع الطاقة، بين الحكومة السورية الانتقالية وائتلاف استثماري يضم شركتين من قطر وأمريكا وشركتين تركيتين، في اتفاق هو الأعلى قيمة منذ رفع العقوبات الأوروبية والأمريكية عن دمشق.

وأكد وزير الطاقة السوري محمد البشير أن الاتفاق يشكل “تطبيقًا عمليًا لرفع العقوبات”، موضحًا أن المشروع يهدف إلى توليد 5000 ميغاواط من الكهرباء، في حين لا تتجاوز القدرة الحالية للبلاد 2400 ميغاواط.

وأوضح الوزير أن المشروع سيتوزع على مراحل تشمل بناء محطات جديدة للطاقة الحرارية والمتجددة، وإعادة تأهيل شبكات التوزيع المتضررة.

تحول دبلوماسي سريع بعد الإطاحة بالأسد

تأتي هذه التحركات بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، في هجوم خاطف شنته فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي كان يقودها الرئيس الانتقالي الحالي أحمد الشرع.

وكانت هيئة تحرير الشام، المصنفة سابقًا كتنظيم مرتبط بالقاعدة، قد أعادت هيكلة صفوفها وشكلت العمود الفقري للسلطة الانتقالية في سوريا، في ظل تحولات سياسية وعسكرية متسارعة حظيت بدعم دولي حذر.

عودة أمريكية من بوابة الاقتصاد

تُعد هذه الزيارة خطوة جديدة في مسار انفتاح أمريكي تدريجي على سوريا ما بعد الأسد، يُتوقع أن يتوسع ليشمل مجالات أخرى مثل إعادة الإعمار، والحوكمة، وبرامج الدعم الإنساني والتنمية.

وتُشير مصادر دبلوماسية إلى أن إدارة ترامب تسعى لضمان دور أمريكي محوري في صياغة مستقبل سوريا، عبر الاستثمار وتطبيع العلاقات التدريجي، من دون التسرع في الاعتراف الكامل بالنظام الجديد. ش علي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى