دولي

الأسلحة الصينية تفرض حضورها في أول اختبار ميداني ضمن النزاع بين الهند وباكستان

في تطور غير مسبوق في الصراع التقليدي بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، أثارت فعالية الأسلحة الصينية التي استخدمها الجيش الباكستاني اهتمامًا دوليًا واسعًا وقلقًا في العواصم الغربية، بعدما أظهرت أداءً لافتًا في أول اختبار حقيقي لها في ميدان المعركة.

ففي وقت مبكر من فجر اليوم، استُدعي دبلوماسيون صينيون إلى وزارة الخارجية الباكستانية، حيث تم إبلاغهم بأن طائرات “تشينغدو J-10C” القتالية الصينية أسقطت ثلاث مقاتلات هندية من طراز “رافال” الفرنسية، حسب تصريحات وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار.

ورغم الصمت الرسمي من الجانب الهندي وامتناع شركة “داسو” الفرنسية عن التعليق، عززت تقارير استخباراتية وتحليلات أقمار صناعية هذه المزاعم، إذ أظهرت صور حطام طائرات تتطابق مع مقاتلات “رافال” و”ميراج 2000″ التي يشغلها سلاح الجو الهندي.

انعكاسات إقليمية ودولية

يُنظر إلى هذا التطور على أنه “نصر كبير للصين” على الصعيد الرمزي، كما ترى الخبيرة الصينية كارلوتا ريناودو من “الفريق الدولي لدراسة الأمن”، التي أكدت أن هذا النجاح العسكري يعزز مكانة الصناعات الدفاعية الصينية في سوق يشهد منافسة حادة من القوى الغربية.

وقد تسببت المواجهات الأخيرة في قلب موازين القوى النسبية، حيث كانت الهند قد صعدت عسكريًا في كشمير وأقاليم حدودية، إلا أن الرد الباكستاني المفاجئ أربك الحسابات في نيودلهي، خصوصًا مع فشل الدفاعات الجوية في التصدي لهجمات صاروخية دقيقة.

تحول في صورة السلاح الصيني

لطالما ارتبطت صورة الأسلحة الصينية بضعف الكفاءة، لكنها اليوم تبرهن على قدرتها على خوض غمار المنافسة الدولية، ليس فقط من حيث السعر بل من حيث الأداء. ووفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن باكستان تعتبر من أبرز مستوردي السلاح الصيني، بعد أن تراجعت عن تحالفاتها التقليدية مع الولايات المتحدة.

وتقول ريناودو: “هذا هو الدرس الحقيقي: لم تعد الأسلحة الصينية مرادفًا للجودة المتدنية… إنها فعالة وتنافس”.

نقاط ضعف باكستانية… وتفوق هندي في الدفاعات

ورغم نجاح مقاتلات J-10، إلا أن المعركة كشفت عن هشاشة الدفاعات الجوية الباكستانية، التي عجزت عن التصدي لصواريخ “سكالب” الفرنسية البعيدة المدى. كما بيّنت الحرب الإلكترونية والتكتيكات بالطائرات بدون طيار، خصوصًا استخدام الهند للطائرات الانتحارية “هاروب”، مدى التقدم التكنولوجي في المعركة الحديثة.

دروس لمسرح تايوان؟

في الوقت الذي تراقب فيه تايوان عن كثب المواجهة الهندية-الباكستانية، يحذر خبراء من التسرع في استخلاص استنتاجات مباشرة. فحسب الخبيرة يون سون، “المقارنة بين الهند وباكستان من جهة، وتايوان والصين من جهة أخرى، تشبه مقارنة التفاح بالبرتقال”. فبينما يدور النزاع جنوب آسيا في الجو، فإن النزاع المحتمل في مضيق تايوان سيكون بحريًا في جوهره، ويعتمد بدرجة أكبر على التدخل الأمريكي.

ومع ذلك، فإن إشادة مستخدمي منصات التواصل الصينية بالإنجاز العسكري الأخير يشير إلى أن بكين كسبت معركة الصورة في هذا النزاع، وإن لم تستطع أن تلعب دور الوسيط فيه.

مع استمرار التوتر بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا، أظهر النزاع أن معركة التكنولوجيا العسكرية لا تقل شراسة عن المعارك التقليدية. ويبدو أن الصين خرجت رابحة، على الأقل في ساحة السمعة العسكرية، لكنّ الاختبار الأكبر لا يزال في قادم الأيام، حيث تتقاطع الطموحات الجيوسياسية، وتُختبر التحالفات الاستراتيجية في أكثر مناطق العالم توترًا.ش ع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى