السعودية تتعهد بدعم مالي إضافي لسوريا لإعادة إعمارها وإنعاش اقتصادها

دمشق – 31 مايو 2025

أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، التزامها بتقديم دعم مالي مباشر لسوريا، في إطار مساعيها للمساهمة في إعادة إعمار البلاد وإنعاش الاقتصاد السوري، الذي أنهكته سنوات من النزاع. جاء ذلك خلال زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وعددًا من كبار المسؤولين السوريين.

وأكد بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني، أن بلاده ستكون “في مقدمة الدول الداعمة لمسيرة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي”، مشيرًا إلى أن الرياض والدوحة ستقدمان دعمًا ماليًا مشتركًا موجّهًا للعاملين في القطاع العام السوري لمدة ثلاثة أشهر، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).

◀️ بداية مرحلة جديدة من التعاون

وصرّح وزير الخارجية السعودي بأن مستثمرين سعوديين أبدوا رغبتهم في دخول السوق السورية، مشيرًا إلى أن وفودًا اقتصادية سعودية ستزور دمشق قريبًا لبحث أوجه التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين. كما أكد استمرار العمل بين الجانبين على “إطلاق مبادرات استراتيجية لإعادة البنى التحتية، وإنعاش الزراعة، وتحفيز الاقتصاد”.

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الرياض عن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، في خطوة وصفت بأنها تاريخية وتمهّد لبدء عملية التعافي الاقتصادي بعد أكثر من عقد من الحرب.

◀️ تسديد ديون وإشارات انفتاح

في لفتة أخرى، أعلنت السعودية وقطر عن تسديد الديون المستحقة على سوريا للبنك الدولي، والتي قُدرت بنحو 15 مليون دولار، ما يفتح الباب أمام دمشق لإعادة التفاعل مع المؤسسات المالية الدولية.

وأعرب الوزير السوري الشيباني عن امتنان بلاده لهذا الدعم، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد “تعاونًا استثماريًا واقتصاديًا قويًا بين الطرفين”، مع التركيز على “خلق فرص عمل حقيقية للسوريين” و”إعادة تدوير عجلة الإنتاج الوطني”.

◀️ خسائر فادحة ومسار طويل للتعافي

تجدر الإشارة إلى أن الحرب في سوريا، التي اندلعت عام 2011، أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص، ودمّرت البنية التحتية، وأدت إلى نزوح ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها. وتقدّر الأمم المتحدة خسائر الناتج المحلي الإجمالي السوري بأكثر من 800 مليار دولار، وفق تقرير نُشر في فبراير الماضي.

وتعوّل دمشق على دعم حلفائها الإقليميين والمجتمع الدولي لتأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار، وسط تفاؤل بتحولات سياسية ودبلوماسية قد تُعيد سوريا تدريجيًا إلى المشهد الإقليمي والدولي.      ش علي

📍 المصدر: فرانس24، وكالات
#سوريا #السعودية #إعادة_الإعمار #الشرق_الأوسط #أحمد_الشرع #فيصل_بن_فرحان #الاقتصاد_السوري