
11 مايو 2025 – مجتمع
نجح العلماء في تحقيق تقدم كبير باستخدام الموجات فوق الصوتية لابتكار تقنية طبية جديدة تتيح “طباعة” مواد طبية داخل أجسام الكائنات الحية، وهو ما قد يفتح الأبواب لعلاج الأمراض من الداخل، مثل السرطان، بشكل أكثر دقة وفعالية. وبحسب تقرير نُشر في دورية ساينس، تم تحقيق هذه التقنية على الحيوانات، حيث تمكن الباحثون من استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة لطباعة موصلات طبية داخل الجسم بطريقة مبتكرة.
كيف تعمل التقنية؟
تمكن الباحثون من إنتاج موصلات ثلاثية الأبعاد باستخدام الحبر الحيوي الذي يستجيب للموجات فوق الصوتية. يتم حقن هذا الحبر داخل الجسم عبر الحقن أو القسطرة، وعند تعرضه للموجات فوق الصوتية، يتسبب التحفيز في تسخين موضعي طفيف فوق درجة حرارة الجسم، مما يحول الحبر إلى هلام يمكن تشكيله إلى أشكال محددة لأداء مهام محددة مثل توصيل الأدوية أو استبدال الأنسجة المتضررة.
تجارب ناجحة
في إحدى التجارب التي أجراها الباحثون، تم طباعة مواد حيوية محملة بالأدوية ووصلت هذه المواد إلى خلايا سرطانية في مثانة فأر. كانت النتائج مثيرة، حيث أظهرت التجربة أن الخلايا السرطانية دمرت بشكل أكبر مقارنة مع الفئران التي تلقت العلاج عبر الحقن التقليدي. وتعتبر هذه التجربة خطوة هامة في تطوير العلاج المستهدف للأورام، حيث يتم توجيه العلاج مباشرة إلى المنطقة المصابة.
الخطوات المستقبلية
يقول وي قاو، رئيس الدراسة من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إن الفريق قد نجح في إثبات فعالية الطباعة على حيوانات صغيرة، ويأملون في المستقبل القريب أن يتمكنوا من توسيع التجارب لتشمل حيوانات أكبر ثم البشر. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن هناك تحديات تقنية قد تواجههم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطباعة على الأعضاء التي تتمدد وتنفصل، مثل الرئتين والقلب، وهو ما يتطلب المزيد من التحسينات.
إمكانيات غير محدودة
تشير هذه الدراسة إلى إمكانيات غير محدودة لتكنولوجيا الموجات فوق الصوتية في العلاج الطبي، حيث يمكن استغلال هذه التقنية لتقديم علاجات دقيقة داخل الجسم، مما قد يسهم بشكل كبير في علاج الأمراض المزمنة والخطيرة مثل السرطان والأمراض القلبية.
هذه الابتكارات تمثل خطوة كبيرة نحو مستقبل الطب البديل والموجه بدقة، حيث يمكن تحسين نتائج العلاج وتقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاجات التقليدية. ش ع