أمنيوطني

تأجيل محاكمة الإرهابيين المتورطين في الهجوم على منشأة تيڤنتورين الغازية

الجزائر – الأحد 26 ماي 2025

أجّلت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء في العاصمة الجزائرية، اليوم الأحد، النظر في قضية الهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف منشأة الغاز بتيڤنتورين في منطقة إن أميناس بولاية إليزي، في 16 جانفي 2013. ويتعلق الأمر بمحاكمة أربعة عناصر إرهابية منتمين إلى الجماعة المسلحة المعروفة باسم “الموقعون بالدماء”، بقيادة الإرهابي المطلوب مختار بلمختار.

وقد جاء تأجيل المحاكمة بطلب من هيئة الدفاع التي تمسكت بحضور كافة الأطراف المتغيبة، بما في ذلك بعض الأطراف المدنية والضالعين في القضية، وذلك لضمان توفير شروط المحاكمة العادلة كما ينص عليه القانون.

تعزيزات أمنية مشددة وهوية المتهمين

شهدت أروقة المحكمة تعزيزات أمنية مشددة، نظراً لحساسية القضية وخطورتها. وتم تقديم أربعة متهمين موقوفين، ويتعلق الأمر بكل من:

  • الدرويش عبد القادر، المكنى “أبو البراء”، من مواليد وهران ويقيم بولاية أدرار.

  • كرومي بوزيان، جزائري مقيم بأدرار.

  • العروسي الدربالي، المكنى “أبو طلحة”، تونسي الجنسية ويقيم بمدينة سليانة.

  • بوجعفر بوحفص، تونسي الجنسية، من نفس المدينة التونسية.

وتمت برمجة القضية لجلسة علنية، دون إشراك المحلفين أو القضاة الشعبيين، وسط حضور 64 طرفاً مدنياً متأسساً في الملف من أصل 150 ضحية.

تفاصيل الهجوم الإرهابي: جريمة عابرة للحدود

تعود وقائع القضية إلى صباح 16 جانفي 2013، حين أقدمت جماعة إرهابية مسلحة مكونة من 32 إرهابياً ينتمون لجنسيات مختلفة (جزائرية، تونسية، مصرية، مالية، نيجيرية، كندية، وموريتانية)، على تنفيذ اعتداء مسلح على منشأة الغاز الصناعية تيڤنتورين، التي كانت تشغّل آنذاك حوالي 790 عاملاً، من بينهم 134 أجنبياً ينحدرون من 26 جنسية.

أسفر الهجوم عن مقتل 37 شخصاً، بينهم 23 رهينة أجنبياً، إلى جانب القضاء على 29 إرهابياً خلال تدخل نوعي وسريع لقوات الجيش الوطني الشعبي، الذي رفض الانصياع لمطالب التفاوض مع الجماعة المسلحة، وتمكن من تحرير 685 عاملاً جزائرياً و107 أجانب كانوا محتجزين.

تهم ثقيلة وتفاصيل صادمة

ويواجه المتهمون تهماً ثقيلة تتعلق بـ:

  • الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن.

  • إنشاء وتسيير تنظيم مسلح الغرض منه ارتكاب أفعال إرهابية.

  • القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.

  • القتل العمدي المقترن بالتعذيب والأعمال الوحشية.

  • الخطف والاحتجاز والاعتداء على موظفين بلباس نظامي.

  • حيازة ونقل عتاد حربي وأسلحة من الصنف الأول والثاني دون رخصة.

ملف مفتوح في الذاكرة الأمنية والدولية

قضية تيڤنتورين لا تزال إلى اليوم واحدة من أكثر العمليات الإرهابية تعقيدًا وخطورة في تاريخ الجزائر الحديث، نظراً لبعدها الدولي من حيث عدد الضحايا وجنسياتهم، وطبيعة المنشأة المستهدفة باعتبارها من بين الأهم في مجال إنتاج الغاز.

وتعيد المحاكمة المنتظرة فتح ملف الإرهاب العابر للحدود، في وقت تتعزز فيه الجهود الجزائرية والإقليمية لمكافحة الجماعات المسلحة والحد من تحركاتها في الساحل وشمال إفريقيا.    ش علي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى