
الجزائر – شرعت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء الجزائر، اليوم الأربعاء، في محاكمة 13 متهما ينشطون ضمن شبكة إجرامية خطيرة، متورطة في محاولة إغراق العاصمة بكمية ضخمة من الكوكايين قدرت بـ20 كيلوغراما، تم العثور عليها عرضا بشاطئ “منصورية” بولاية جيجل.
القضية التي هزت الرأي العام، انطلقت بعد توقيف المتهمين الرئيسيين في ديسمبر 2022، على إثر صفقة مشبوهة لبيع 1.5 كلغ من الكوكايين وسط العاصمة، ما كشف خيوط شبكة منظمة يقودها شخص يُعرف بلقب “المدير”، وهو العقل المدبر للعملية، حيث تم تتبعه وتوقيفه لاحقا بشارع ديدوش مراد بالجزائر العاصمة.
أحكام ثقيلة واتهامات خطيرة
وكانت محكمة الجنايات الابتدائية قد أصدرت سابقًا أحكامًا تراوحت بين 20 سنة سجنا والبراءة، بينما أدين متهمان فارّان بالسجن المؤبد، مع إصدار أوامر بالقبض عليهما. وتُتابع الشبكة بتهم ثقيلة، أبرزها تكوين جماعة إجرامية منظمة، الاتجار غير المشروع بالمخدرات، تبييض الأموال، وإدخال أوراق نقدية مزورة إلى التراب الوطني.
كيس “الكوكايين” الذي لفظه البحر
وتعود أطوار القضية إلى اكتشاف كيس يحتوي على 20 كلغ من الكوكايين لفظته أمواج البحر بشاطئ منصورية بجيجل، ليقع في يد المتهم “ب. هشام” الذي قام بتخزينه رفقة ابن عمه “ب. فاتح” في منطقة جبلية نائية، قبل أن ينطلق في توزيعه على عدد من المتعاونين قصد تسويقه بالعاصمة.
ومن بين الكميات الموزعة، 4 كلغ تم تسليمها للمدعو ب. يوسف، و5 كلغ أخرى إلى أكرم.ش بالرغاية، بالإضافة إلى 12 كلغ سُلمت للمدعو وليد بالشراقة. الكمية المتبقية تم تخزينها في منزل بالعوانة القديمة، أين تم حجزها لاحقا خلال مداهمة أمنية.
استرجاع أموال ومركبات
وخلال التحريات، تمكنت عناصر الشرطة والدرك من استرجاع مبلغ مالي يناهز 629 مليون سنتيم، إلى جانب ميزان إلكتروني ومركبة من نوع “فولسفاكن” استُعملت في نقل المخدرات، فضلًا عن بطاقة إلكترونية لفندق أوزيس، مما يدل على تنقل أفراد الشبكة في إطار مخطط محكم لترويج الكوكايين في العاصمة.
محاكمة استئنافية حاسمة
ويُنتظر أن تُصدر محكمة الجنايات الاستئنافية أحكامًا نهائية في هذه القضية المعقدة، التي تشكل صفعة قوية لشبكات تهريب المخدرات الصلبة، وتكشف عن مستوى التنسيق العالي بين أجهزة الأمن في التصدي للجريمة المنظمة العابرة للولايات.