
الدوحة/غزة – 11 ماي 2025
أعلنت حركة حماس، مساء الأحد، أنها ستفرج عن عيدان ألكسندر، الجندي الإسرائيلي الحامل للجنسية الأمريكية، والمحتجز في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب الأخيرة. وجاء هذا الإعلان عقب محادثات مباشرة بين مسؤولين من الحركة ومسؤولين أمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة، تركزت حول وقف إطلاق النار، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وقال رئيس الوفد المفاوض في حماس، في بيان رسمي، إن الحركة قررت “إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لشعبنا في قطاع غزة”. وأضاف أن حماس “مستعدة للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى”.
من جهته، رحّب المبعوث الأمريكي الخاص آدم بولر بهذه الخطوة، واصفاً إياها بأنها “إيجابية وتمثل تقدماً نحو تحقيق تهدئة شاملة”، مشدداً على أن واشنطن تواصل العمل مع شركائها الإقليميين للوصول إلى حل دائم للأزمة.
وكان عيدان ألكسندر، الجندي الإسرائيلي ذو الأصول الأمريكية، قد أُسر خلال عمليات حماس في أكتوبر 2023، وتحوّل إلى أحد أبرز رموز ملف الرهائن بالنسبة للرأي العام الأمريكي والإسرائيلي، خاصة بعد ظهور صور لمتظاهرين في القدس وهم يطالبون بالإفراج عنه.
مواقف متباينة
وفي تطور لافت، أبدت حماس أيضاً، خلال نفس اللقاء، موافقتها على إدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، في إطار أي اتفاق قادم، بما يضمن “استمرار الهدوء والاستقرار على المدى الطويل، وفتح الطريق أمام إعادة إعمار القطاع وإنهاء الحصار”، بحسب نفس البيان.
على الجانب الآخر، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن إسرائيل لن توقف القتال في غزة حتى أثناء المفاوضات، وأكد في بيان لمكتبه أن “المفاوضات ستُجرى تحت النار، مع التزام الحكومة بتحقيق جميع أهداف الحرب، وفي مقدمتها القضاء على تهديد حماس واستعادة جميع الرهائن”.
خطوة حماس بالإفراج عن ألكسندر تمثل اختراقاً في جدار الجمود السياسي والعسكري، وقد تُمهّد لمفاوضات أكثر جدية في ظل الضغوط الدولية، خاصة من إدارة الرئيس الأمريكي التي تسعى منذ أشهر لتفادي انهيار إنساني شامل في القطاع، وتحقيق تهدئة تمهّد لإعادة إعمار غزة.