
ندّد مجلس أوروبا، الجمعة، بما وصفه بـ”مجاعة متعمدة” تُفرض على سكان قطاع غزة، في موقف لافت على لسان دورا باكويانيس، المقرّرة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في الجمعية البرلمانية للمجلس، والتي وجهت انتقادًا شديدًا للسياسة الإسرائيلية، معتبرة أنها تُفاقم من معاناة المدنيين الفلسطينيين وتهدد بإعادة إنتاج العنف عبر “زرع بذور حماس المقبلة”.
وفي بيان صدر عن المجلس الذي يضم 46 دولة أوروبية ويعنى بحقوق الإنسان والديمقراطية، شددت باكويانيس على أن “ما من غاية تبرر الوسيلة”، مؤكدة ضرورة وقف “قتل الأطفال، ومعاناة المدنيين العزل، والمجاعة المتعمدة، والإذلال المستمر للفلسطينيين”.
الوضع الإنساني في غزة يقترب من الكارثة
منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تواصل القوات الإسرائيلية منع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة، وفقًا لتقارير منظمات غير حكومية دولية. ويتهدد خطر المجاعة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، يعيشون في ظروف غير إنسانية في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من 19 شهرًا.
وأظهرت صورة التُقطت في 12 مايو الجاري طفلًا فلسطينيًا يتناول طعامًا وفّرته جمعية خيرية، في مشهد يلخص مأساة سكان غزة الذين يواجهون شحًا حادًا في الغذاء والماء والدواء.
تحذيرات أوروبية وانتقادات دولية
في انتقاد مباشر للسياسات الإسرائيلية، قالت باكويانيس: “آن الأوان – لا بل تأخر – لاستخلاص العبر الأخلاقية من معاملة الفلسطينيين”. وأضافت أن “ما يحصل في غزة لا يخدم أحدًا”، محذرة من أن استمرار هذه السياسات يهدد حياة الرهائن المتبقين ويغذي النزعات المتطرفة مجددًا.
ولفتت إلى أن “الأمة الإسرائيلية ذكية وشجاعة بما فيه الكفاية لتدرك هذه الحقيقة، وتضع حدًا لهذا الفصل القاتم والمأسوي من تاريخ البشرية”، في إشارة إلى ضرورة إنهاء المعاناة وتجنب التكرار التاريخي للعنف.
موقف أمريكي متحفظ
من جانبه، اكتفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الموجود في أبوظبي في ختام جولته الخليجية، بالقول إن “كثيرين يتضورون جوعًا في غزة”، دون أن يوجه اتهامًا مباشرًا، ما اعتُبر من قبل مراقبين تعبيرًا عن تحفظ أمريكي إزاء تحميل إسرائيل مسؤولية تدهور الوضع الإنساني.