
أشرفت السيدة كوثر كريكو، وزيرة العلاقات مع البرلمان، اليوم، على افتتاح اليوم الدراسي الموسوم بـ “التشريعات الوطنية بأبعاد دولية”، وذلك بقاعة المحاضرات المدرسة الوطنية للإدارة، بحضور وزير الاتصال، وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، مكلف بالجالية الوطنية بالخارج، نواب البرلمان، رؤساء هيئات وطنية، وسفراء الفكر والقانون من أساتذة وباحثين وطلبة جامعيين، وطلبة المدرسة العليا للقضاء.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة الوزيرة على غنى وتنوع المنظومة التشريعية الجزائرية، التي تستمد قوتها من ثوابت ومبادئ الأمة، وفي مقدمتها القيم التي حملها بيان أول نوفمبر، معتبرة أن هذه الثورة العظيمة كانت نموذجًا عالميًا ألهم الشعوب في كفاحها ضد الاستعمار، ورسّخ مبدأ السيادة الوطنية على الساحة الدولية.
كما نوّهت السيدة الوزيرة باحترافية الجيش الوطني الشعبي وكافة الأسلاك الأمنية، مشيدة بتفانيهم في حماية استقرار البلاد ومواجهة كل محاولات زعزعة أمنها، واثقة من يقظة الشعب الجزائري وعزيمته على مواصلة مسار البناء والتنمية الذي أطلقه السيد رئيس الجمهورية في شتى الميادين لاسيما في الميدان التشريعي، عبر ملاءمة القوانين الوطنية مع المتطلبات الآنية والتطورات الراهنة.
وأبرزت السيدة الوزيرة أن الإصلاحات التشريعية التي بادر بها السيد رئيس الجمهورية، انطلاقًا من دستور نوفمبر 2020، شملت كافة القطاعات، وأسفرت عن إصدار أكثر من 72 نصًا تشريعيًا خلال الفترة التشريعية التاسعة، في تجسيد واضح للتكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بما يخدم الصالح العام ويرسّخ مبدأ الفصل بين السلطات.
وأكدت الوزيرة في ختام كلمتها على حرص الجزائر الدائم على مواءمة قوانينها الوطنية والتزاماتها الدولية مع مراعاة ثوابتها الوطنية مما جعلها نموذجًا رائدًا في التجربة التشريعية ذات البعد الدولي، مستمدّةً قوتها من إرادة وتماسك شعبها وعلاقته الفطرية المتميّزة بقيادته وجيشه.
وختمت السيدة الوزيرة بالتمنيات بنجاح أشغال هذا اليوم الدراسي، مؤكدة على أهميته كمنصة لتعزيز الجهود الوطنية في إرساء منظومة تشريعية متطورة تواكب المتغيرات العالمية.
…دامت الجزائر حرّة أبيّة، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
كلمة السيدة الوزيرة
يسعدني لقائنا اليوم ضمن هذا الصرح العلمي المميز بمشاركة نخبة من أبناء وطني من الشباب الطلبة والباحثين في المجال التشريعي الذي تفتخر الجزائر بغزارته وبغناه، غنى ثوابتها ومبادئها الوطنية المستمدة من بيان أول نوفمبر نموذجا عالميا لثورة استلهم منها الشعوب معنى التحرر في مواجهة القوى الاستعمارية لتجد سندا دوليا عزّز مطلب الاستقلال عالميا، استقلال سيعمل أبناؤها على صونه حفاظا على أمانة الشهداء.
ولا يفوتني ومن هذا المنبر أن أحيّي احترافية بواسل الجيش الوطني الشعبي وجميع الأسلاك الأمنية وتفانيهم بكل اخلاص واقتدار في مواجهة كلّ المحاولات اليائسة لزعزعة الاستقرار التنموي لبلدنا واثقين من يقظة الشعب الجزائري وعزيمته في المضي قدما في المسار النهضوي الذي انتهجه السيد رئيس الجمهورية منذ توليه سدة الحكم في جميع الميادين، لاسيما الجانب التشريعي بتكييف منظومتنا القانونية مع المستجدات الآنية ومتطلبات العصرنة وهو موضوع لقاءنا اليوم الموسوم بـ “التشريعات الوطنية بأبعاد دولية”.
لقد أرسى السيد رئيس الجمهورية عديد الاصلاحات انطلاقا من دستور نوفمبر 2020 في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتشريعية وغيرها، ونظرا للتكامل القائم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في إرساء الأسس القانونية المؤطرة لجميع نواحي الحياة بما يتواءم والثوابت المجتمعية الوطنية ويتلاءم والالتزامات الدولية فقد تم استصدار ما يزيد عن 72 نص تشريعي بعنوان الفترة التشريعية التاسعة ممّا يعكس التوافق المؤسساتي على تحيين المكتسبات تماشيا والمستجدات الآنية وطنيا ودوليا خدمة للصالح العام ومراعاة لمبدأ الفصل بين السلطات.
إنّ حرص الجزائر على موائمة تشريعاتها الوطنية والتزاماتها الدولية وفقا لما تقتضيه أحكام القانون الأسمى للبلاد يجعل منها بلدًا نموذجا رائدا في التجربة التشريعية ذات البعد الدولي متأقلما مع كل المستجدات لأنّه وبكل فخر يستلهم قوّته وتماسكه من إرادة وصلابة وتماسك أفراد شعبه ذي الرابطة الفطرية المميّزة بقيادته وجيشه
وفي الختام، أتمنّى التوفيق لأشغال هذا اللّقاء القيّم الذي سيكون لا محالة بمثابة منارة لما تبذله الجزائر من مجهودات وطنية ودولية في سبيل إرساء تشريعات مواكبة للمتغيرات الآنية.
…دامت الجزائر حرة أبية…
…المجد والخلود لشهدائنا الأبرار…
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.