
في إطار المتابعة الميدانية لتداعيات التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها عدد من ولايات الوطن، شرع وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد إبراهيم مراد، رفقة وفد وزاري هام، في زيارة تفقدية للمناطق المتضررة، مؤكداً أن الدولة ستتخذ كل التدابير الضرورية لضمان التكفل الكامل بالمواطنين، وفق توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
معاينة الأضرار في تيارت
استهل الوفد الوزاري، الذي ضم أيضاً وزيري الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية السيد لخضر رخروخ، ووزير الري السيد طه دربال، إلى جانب المدير العام للحماية المدنية، زيارته بالولاية المنتدبة قصر الشلالة بولاية تيارت. وتم خلال هذه المحطة الوقوف على حجم الأضرار التي خلفتها الفيضانات، خصوصاً في بلديتي زمالة الأمير عبد القادر وسرغين، إثر التساقطات المطرية الغزيرة وفيضان وادي الطويل.
كما تمت معاينة المنشآت الفنية المتضررة، والاستماع لانشغالات المواطنين والفلاحين الذين تكبدوا خسائر مادية معتبرة. وبهذا الخصوص، شدد وزير الداخلية على أن “هذه الزيارة جاءت بأمر من رئيس الجمهورية الذي يولي أهمية قصوى للتكفل بالمواطنين في الظروف الاستثنائية، مع إلحاحه على ضرورة الإحصاء الدقيق والشامل للأضرار، ووضع إستراتيجية وقائية محكمة لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً”.
الجلفة.. تعزية وزيارة المصابين
وفي ولاية الجلفة، أجرى الوفد الوزاري زيارة تفقدية للمستشفى المختلط “هتهات بوبكر”، للاطلاع على ظروف التكفل الصحي بالمصابين في حادث انقلاب حافلة تزامناً مع السيول التي شهدتها المنطقة.
وخلال الزيارة، أثنى السيد مراد على الجهود الكبيرة التي تبذلها الأطقم الطبية والفرق المتخصصة، مؤكداً أن “هذا التكامل بين مكونات المنظومة الوطنية، سواء مدنية أو عسكرية، يعكس عمق روح التضامن التي تميز الشعب الجزائري في المحن”.
كما قدّم الوزير، باسم رئيس الجمهورية، تعازيه الحارة لأهالي الضحايا الخمس الذين قضوا جراء التقلبات الجوية، مؤكداً أن “رئيس الجمهورية يتقاسم آلام وانشغالات المواطنين في كل ربوع الوطن، ويحرص على تعزيز قيم التضامن واللحمة الوطنية”.
تأكيد على الجاهزية والتكفل الشامل
وخلال اللقاءات الميدانية، دعا وزير الداخلية إلى مواصلة العمل التحضيري المكثف، وتنظيم مناورات افتراضية وتمارين متعددة المخاطر لتعزيز الجاهزية في مواجهة الطوارئ، مشيداً في الوقت نفسه بتدخلات الحماية المدنية التي “أنقذت مئات الأرواح من خطر محقق”.
كما أكد على أن الوتيرة التنموية تصاعدية عبر كامل مناطق الوطن، وتخضع لمتابعة دقيقة لاستدراك النقائص، موضحاً أن الأولوية حالياً هي ضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب الآجال، واستتباب الأوضاع على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. ش ع