أخباردولي

التلوث البلاستيكي في البحار: تهديد صامت يفتك بالحياة البحرية

رغم التقدّم التكنولوجي والحملات البيئية العالمية، يواصل البلاستيك تسلله بصمت إلى أعماق المحيطات، مهددًا حياة ملايين الكائنات البحرية والنظم البيئية الدقيقة. فبحسب التقديرات الحديثة، أكثر من 12 مليون طن متري من النفايات البلاستيكية تُلقى سنويًا في البحار، ما يجعلها واحدة من أخطر الكوارث البيئية المتواصلة في القرن الحادي والعشرين.

مادة لا تتحلل… ونتائج كارثية

تكمن خطورة البلاستيك في كونه لا يتحلل بسهولة. فقد تبقى قطعة بلاستيكية واحدة طافية أو مستقرة في قاع المحيطات لمئات السنين، متسببة في قتل كائنات بحرية تتغذى عليها عن طريق الخطأ أو تختنق بها، كالسلاحف والأسماك والطيور البحرية.

تقول تقارير بيئية إن هذه المواد لا تقتل فقط، بل تُدمّر بيئات بأكملها، بدءًا من الشعاب المرجانية التي تختنق بفعل التراكمات، وصولاً إلى اختلال السلسلة الغذائية البحرية، مع دخول جزيئات البلاستيك الدقيقة إلى أجسام الكائنات، ومن ثم إلى موائد البشر.

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر

لم يعد الخطر النظري، بل أصبح تهديدًا يوميًا. فقد حذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار هذا التلوث سيؤدي إلى كارثة بيئية واسعة النطاق، داعية جميع الدول إلى التعاون العاجل من أجل كبح جماح هذه الظاهرة.

كما شددت على ضرورة تقليل الإنتاج والاستهلاك المفرط للبلاستيك، وتطوير أنظمة إعادة التدوير، وتشجيع بدائل مستدامة.

ليست البواخر وحدها المسؤولة

رغم أن السفن والناقلات البحرية تساهم هي الأخرى في تلويث المياه، فإن المشكلة الأكبر تكمن في النفايات القادمة من البر: منازل، مصانع، مزارع، مدن كاملة تُسهم في تفريغ آلاف الأطنان من البلاستيك في الأنهار، التي تصبح بدورها طريقًا مفتوحًا نحو المحيطات.

البلاستيك لم يعد مجرد نفايات عائمة، بل قاتل صامت للحياة البحرية ومهدد لأمن الغذاء البشري. الحل يكمن في الوعي، التشريعات، والتضامن العالمي.   ش علي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى