
الشرق الأوسط | غزة – واشنطن – الدوحة
وسط استمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتصاعد الضغوط الدولية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مشيراً إلى أن الاتفاق قد يُبرم “اعتباراً من الأسبوع المقبل”.
وقال ترامب في إفادة صحفية بالبيت الأبيض: “نعتقد أنه في الأسبوع المقبل سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تضطلع بدور نشط في الوساطة، مدفوعة بالوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع.
قطر: الفرصة سانحة ويجب استغلالها
من جهتها، أكدت الدوحة، التي تلعب دورًا محورياً في الوساطة، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري، أن هناك زخمًا دوليًا يجب عدم التفريط فيه. وقال الأنصاري في تصريح لوكالة فرانس برس:
“إذا لم نستغل هذه الفرصة، فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أتيحت في الماضي القريب… لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى”.
وأوضح الأنصاري أن الاتصالات جارية مع حماس والجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن “وقف إطلاق النار المؤقت بين إيران وإسرائيل هذا الأسبوع قد يوفر مناخاً سياسياً إيجابياً لتفعيل هدنة في غزة”.
الوضع الإنساني لا يحتمل التأجيل
يأتي هذا في وقت يواصل فيه الوضع الإنساني في قطاع غزة التدهور بشكل مأساوي، في ظل حصار خانق فرضته إسرائيل منذ مارس/آذار الماضي، تخلله منع دخول المساعدات الأساسية من غذاء ودواء. وقد تم تخفيف هذا الحصار بشكل محدود في أواخر مايو، مع انطلاق عمليات “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن الخميس عن رصد 30 مليون دولار لصالح المؤسسة، بينما قال ترامب:
“نحن نقدم الكثير من المال والطعام… نحن منخرطون لأن الناس يموتون. هناك حشود من البشر بلا غذاء ولا شيء”.
انتقادات لتعامل الجيش الإسرائيلي مع المدنيين
وفي تطور مقلق، اتهمت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قادة بالجيش بإعطاء أوامر بإطلاق النار على مدنيين فلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات، حتى دون أن يشكلوا تهديداً مباشراً. وهو ما نفته الحكومة الإسرائيلية بشدة، حيث وصف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ما نشرته الصحيفة بـ”الافتراءات الدامية والمشينة”، في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وقد قُتل العشرات، بحسب مصادر طبية وشهود عيان، أثناء محاولاتهم الوصول إلى المساعدات في مواقع متعددة بغزة، ما أضاف أعباء إنسانية وميدانية جديدة على صعيد الأزمة المستمرة منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023.
هدنة قيد التشكّل… وسباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح
رغم استمرار الغارات الإسرائيلية والردود المتقطعة من الفصائل الفلسطينية، تبدو المساعي الدبلوماسية هذه المرة أكثر جدية، وسط تفاهمات أميركية-قطرية وسعي أممي نحو وقف دائم لإطلاق النار. لكن نجاح هذا الجهد سيعتمد على إرادة الأطراف واستعدادهم لتقديم تنازلات، في ظل أزمة إنسانية لا تحتمل المزيد من التأجيل.