دولي

سفينة “مادلين”: إسرائيل تصف النشطاء الفرنسيين المحتجزين بـ”المهاجرين غير النظاميين” وسط انتقادات أوروبية

في تصعيد دبلوماسي جديد على خلفية محاولة كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، أعلن السفير الإسرائيلي لدى فرنسا، جوشوا زاركا، أن النشطاء الفرنسيين الأربعة الذين تم احتجازهم بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة “مادلين” سيُعاملون كـ”مهاجرين غير نظاميين”، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية الفرنسية والأوروبية.

احتجاز نائبة أوروبية ضمن البعثة

من بين المحتجزين، النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، المنتمية لحزب “فرنسا الأبية” اليساري. وتُعد هذه الخطوة سابقة من نوعها، إذ تُحتجز نائبة أوروبية دون صدور موقف رسمي واضح من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ما دفع زعيم الحزب، جان لوك ميلنشون، إلى انتقاد ما وصفه بـ”الصمت المخزي” للاتحاد الأوروبي، داعيًا الخارجية الفرنسية إلى استدعاء السفير الإسرائيلي فورًا لتقديم تفسيرات رسمية.

وقال ميلنشون:

“مضت خمسون ساعة على احتجاز نائبة أوروبية دون إدانة أو تحرك من أي جهة. التعبئة الشعبية باتت خط الدفاع الوحيد.”

سفينة “مادلين”… محاولة رمزية لكسر الحصار

انطلقت سفينة “مادلين”، التي سُميت باسم صيادة فلسطينية من غزة، من أحد الموانئ الإيطالية وعلى متنها 12 ناشطًا من دول أوروبية، من بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، في محاولة رمزية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.

لكن البحرية الإسرائيلية اعترضت السفينة على بعد 185 كلم من سواحل القطاع، ونقلت النشطاء قسرًا إلى أحد مراكز الاحتجاز في إسرائيل، حيث تم احتجاز ثمانية منهم، في حين وافق أربعة، من بينهم تونبرغ، على ترحيلهم الطوعي إلى بلدانهم، ووصلوا بالفعل إلى فرنسا والسويد.

تونبرغ وصفت العملية بـ”الاختطاف في المياه الدولية”، قائلة:

“لم نكن نهدد أحدًا. لقد اختُطفنا من قبل قوة مسلحة أثناء أداء مهمة سلمية.”

إسرائيل: دخول غير قانوني

أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي، صرّح السفير الإسرائيلي أن النشطاء دخلوا “بشكل غير قانوني”، ولذلك “سيُعاملون كالمهاجرين غير النظاميين”، مؤكداً أن مصيرهم سيُحدد من قبل القضاء الإسرائيلي، إما بالترحيل الفوري أو دراسة إمكانية بقائهم.

كما أشار إلى أن النشطاء ليسوا في سجن بل في “مركز احتجاز”، دون تقديم تفاصيل إضافية عن ظروفهم.

اتهامات بسوء المعاملة

بعض النشطاء المفرج عنهم تحدّثوا عن سوء معاملة من قبل السلطات الإسرائيلية. الدكتور الفرنسي باتيست أندريه، الذي عاد إلى باريس، وصف تجربته قائلاً:

“كنا محاصرين لساعات، مقيّدين بالأغلال، وتعرضنا لتفتيشات مهينة. لا يمكن قبول ذلك تحت أي ذريعة.”

أزمة دبلوماسية محتملة

القضية مرشحة لأن تتحول إلى أزمة دبلوماسية بين فرنسا وإسرائيل، خاصة إذا استمر احتجاز النشطاء الأوروبيين دون محاكمة أو موقف قانوني واضح، أو إذا تواصل ما تصفه الأطراف الأوروبية بـ”سوء المعاملة”.

ومع غياب موقف رسمي من الاتحاد الأوروبي حتى الآن، تبدو “سفينة مادلين” وكأنها فجّرت ملفًا طالما تفاداه الغرب: الحدود بين التضامن الإنساني و”الأمن القومي” الإسرائيلي.

في ظلّ صمت دولي ملحوظ، تطرح حادثة سفينة “مادلين” تساؤلات حادة حول مستقبل التضامن مع غزة، وحدود رد الفعل الأوروبي عندما يتعلق الأمر باحتجاز مسؤولين منتخبين ونشطاء مدنيين. هل ننتظر أزمة أكبر… أم موقفًا سياسيًا حاسمًا؟   ش علي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. Nice post. I was checking continuously this weblog and I’m inspired!
    Extremely useful info specifically the closing phase
    🙂 I take care of such information much. I used to be seeking this
    certain info for a very long time. Thanks and best of luck.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى