دولي

قوات الدعم السريع تُعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا: تحوّل ميداني أم بداية لتدويل النزاع؟

في تطور ميداني لافت، أعلنت قوات الدعم السريع، الأربعاء، سيطرتها على المثلث الحدودي الاستراتيجي الذي يربط بين السودان ومصر وليبيا، وذلك بعد انسحاب الجيش السوداني من المنطقة. الخطوة اعتُبرت “نوعية” من قبل قيادة الدعم السريع، وسط تصاعد الاتهامات المتبادلة بشأن تورط أطراف إقليمية في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

خطوة مفصلية في شمال دارفور

وقالت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي، إنها “تمكنت من تحرير منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تشكل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر”، مؤكدة أن هذه السيطرة ستنعكس على “عدة محاور قتالية، لا سيما في الصحراء الشمالية”.

وأضافت القوات أنها استولت على “عشرات المركبات القتالية” بعد “تقهقر العدو وفراره جنوباً”، مشيرة إلى أن العملية جاءت بعد مناوشات استمرت ثلاثة أيام، بالتعاون مع مقاتلين من كتيبة سبل السلام الليبية، بحسب مصادر عسكرية مطلعة.

اتهامات متبادلة مع شرق ليبيا

من جانبه، اتهم الجيش السوداني قوات المشير خليفة حفتر، المسيطرة على شرق ليبيا، بتقديم إسناد مباشر للهجوم على المثلث الحدودي. واعتبر الجيش هذا الدعم “تعدياً سافراً على السودان وأرضه وشعبه”، و”انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”.

لكن وزارة الخارجية في الحكومة الليبية الموالية لحفتر نفت الاتهامات، مؤكدة التزامها “بمبادئ عدم التدخل” و”احترام سيادة الدول الأخرى”. أما الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، فأعربت عن “رفضها الكامل للزج بأبناء الوطن في صراعات خارجية”، محمّلة المسؤولية لأي أفراد أو جماعات يثبت تورطهم.

أهمية استراتيجية وأمنية للمثلث

يقع المثلث الحدودي شمال مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، ويُعتبر نقطة عبور حيوية للإمداد والتموين عبر الحدود مع ليبيا. وتُعد السيطرة عليه ضربة استراتيجية للجيش، إذ يفتح المجال أمام قوات الدعم للتوغل نحو الشمال، وربما تهديد خطوط الإمداد القادمة من مصر أو عبر الصحراء الليبية.

وقال ضابط سابق في الجيش السوداني إن “السيطرة على المثلث تعني التحكم في خطوط الإمداد من ليبيا، وقد تُستخدم كنقطة انطلاق لهجمات أوسع نحو الشمال”.

سياق تصعيد ميداني متواصل

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة السودانية تصعيداً ميدانياً واسعاً. فبينما تمكن الجيش مؤخراً من استعادة مدن استراتيجية مثل الخرطوم وأم درمان والجزيرة، شنت قوات الدعم السريع منذ مطلع مايو هجمات مكثفة على مدينة بورتسودان الساحلية، مستهدفة مطارها ومرافقها الحيوية بطائرات مسيّرة، في تحول غير مسبوق في أسلوب المواجهة.

نهاية مفتوحة

يسيطر الغموض على مستقبل النزاع، في ظل الانقسام الداخلي والتداخلات الإقليمية المتزايدة. فبينما تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز حضورها العسكري وتوسيع نفوذها الجغرافي، يتمسك الجيش السوداني بمواقعه الاستراتيجية ويواصل اتهام أطراف خارجية بزعزعة الأمن الوطني.

المعركة على المثلث الحدودي ليست فقط صراعاً على الأرض، بل هي أيضاً صراع نفوذ إقليمي قد تكون له تداعيات أوسع على أمن الحدود والخرائط السياسية في المنطقة.   ش علي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى