
واشنطن | الثلاثاء 18 يونيو 2025
في تصريح مثير للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تعرف “بالتحديد” مكان اختباء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لكنه أكد أن واشنطن لن تقدم على استهدافه في الوقت الراهن.
وقال ترامب، في سلسلة منشورات عبر منصته “تروث سوشال”، إن خامنئي “هدف سهل”، مضيفًا: “هو في أمان هناك. لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي”، دون أن يوضح الأسباب وراء هذا القرار.
تصعيد لفظي وسط توتر إقليمي
تأتي تصريحات ترامب بعد يوم واحد من مقابلة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع شبكة “ABC” الأمريكية، قال فيها إن اغتيال خامنئي “قد ينهي النزاع” بين إسرائيل وإيران، في مؤشر على التصعيد غير المسبوق في مستوى الخطاب بين تل أبيب وطهران.
وفي السياق ذاته، دعا ترامب النظام الإيراني إلى “الاستسلام غير المشروط”، ملمحاً إلى إمكانية دعم أمريكي مباشر للهجمات الإسرائيلية على إيران، التي تكثفت مؤخراً مستهدفة منشآت عسكرية ونووية ومقار للحرس الثوري.
ردود فعل دولية متباينة
المستشار الألماني فريدريش ميرتس أعرب عن تأييده للعمليات الإسرائيلية، وصرّح لقناة “ZDF” قائلاً: “هذه مهمة قذرة تؤديها إسرائيل نيابة عنا جميعاً. نحن أيضاً ضحايا هذا النظام”.
في المقابل، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن أي محاولة لتغيير النظام الإيراني قد تُدخل المنطقة في “فوضى عارمة”، داعياً إلى الحذر من الانزلاق نحو مواجهة شاملة.
أما قادة مجموعة السبع، المجتمعون في كندا، فقد شددوا على “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، واصفين إيران بأنها “المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة”، دون أن يتبنوا صراحةً دعوات التصعيد أو تغيير النظام في طهران.
إيران تلتزم الصمت.. مؤقتاً
حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي عن القيادة الإيرانية بشأن تصريحات ترامب أو نتانياهو، في وقت تواصل فيه طهران التعبير عن استعدادها للرد على أي “عدوان مباشر”، بحسب بيانات سابقة للحرس الثوري.
تصريحات ترامب تكشف عن تحول استراتيجي محتمل في سياسة واشنطن تجاه طهران، بينما يلوح في الأفق شبح مواجهة مفتوحة، لا تزال في طور “الحرب النفسية”، لكنها تحمل في طياتها مخاطر انفجار حقيقي في منطقة ملتهبة أصلاً. ش علي