
الشرق الأوسط – باريس/طهران، 29 جوان 2025
أعلنت فرنسا، عبر وزير خارجيتها جان نويل بارو، استعدادها إلى جانب شركائها الأوروبيين للعب “دور محوري” في استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وسط تصاعد التوتر في المنطقة بعد 12 يومًا من الحرب بين إيران وإسرائيل، انتهت بهدنة مشروطة تُواجه بقلق متبادل.
وفي مقابلة مع قناة LCI الفرنسية، شدد بارو على أن بلاده “لن تتردد” في فرض عقوبات جديدة على طهران إذا رفضت الانخراط في مفاوضات “جادة ومستدامة”، مهددًا بإعادة تفعيل العقوبات التي كانت مفروضة قبل توقيع اتفاق فيينا لعام 2015. وأضاف الوزير: “نستطيع بعث رسالة إلكترونية واحدة لإعادة فرض الحظر على الأسلحة، المعدات النووية، وحتى البنوك وشركات التأمين المرتبطة بإيران”.
إعادة إحياء اتفاق فيينا في ظل تغييب أمريكي
وأكد بارو أن فرنسا، إلى جانب بريطانيا وألمانيا، تسعى لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) بالتعاون مع الصين وروسيا، رغم غياب الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب سنة 2018.
وتأتي هذه التصريحات بعد أسابيع من تصعيد عسكري خطير بين إسرائيل وإيران، بدأ في 13 يونيو بقصف إسرائيلي استهدف مواقع حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك اغتيال عالم نووي وعدد من القادة العسكريين، من بينهم محمد باقري، القائد السابق لأركان القوات المسلحة الإيرانية.
ردّ إيراني حاد وتحذيرات من انهيار الهدنة
في المقابل، أعربت طهران عن “شكوك جدية” بشأن التزام إسرائيل بالهدنة، حسب ما صرح به قائد أركان الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي للتلفزيون الرسمي، مشيرًا إلى أن بلاده “لم تبدأ الحرب، لكنها ردّت بقوة”، محذرًا من أن “الرد سيكون أقوى” إذا تكرر العدوان.
وأكد موسوي أن إيران “في أقصى درجات التأهب”، في وقت تواصل فيه إسرائيل التأكيد على أن ضرباتها “تهدف لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي”، وهو ما تنفيه إيران التي تصر على الطابع السلمي والمدني لبرنامجها النووي.
سيناريو مفتوح على جميع الاحتمالات
المشهد الحالي يعكس تصعيدًا دبلوماسيًا وعسكريًا متداخلاً، حيث يترقب المراقبون ما إذا كانت الوساطة الأوروبية ستنجح في إعادة إطلاق المسار التفاوضي، وسط تشدد غربي متزايد ومواقف إيرانية حادة تؤكد استعدادها لمواجهة أي “خرق” للهدنة.
ومن المرجح أن يشكل هذا الملف بندًا رئيسيًا في القمم الدولية المقبلة، في ظل قلق متزايد من سباق التسلح وتزايد احتمالات المواجهة المباشرة في الخليج.