
في تصعيد سياسي مثير للجدل، أعلنت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء فرض عقوبات رسمية على المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، على خلفية تقاريرها التي أدانت فيها “الإبادة الإسرائيلية” للفلسطينيين في قطاع غزة، ودعت إلى ملاحقة المتورطين فيها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
🎯 السبب المعلن: “تحريض غير شرعي ضد مسؤولين أميركيين وإسرائيليين”
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو كتب على منصة إكس (تويتر سابقًا):
“اليوم أفرض عقوبات على فرانشيسكا ألبانيزي، بسبب جهودها غير الشرعية والمخزية لحث المحكمة الجنائية الدولية على التحرك ضد مسؤولين وشركات أميركية وإسرائيلية.”
وأضاف:
“لن نسمح بعد الآن باستغلال آليات حقوق الإنسان لشن حرب سياسية واقتصادية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.”
🧾 التقارير التي أثارت الغضب الأميركي
ألبانيزي كانت قد أصدرت تقارير أممية وثّقت انتهاكات جسيمة ارتكبتها إسرائيل في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، واعتبرتها تمثل “أدلة واضحة على الإبادة”، وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية.
في آخر تقاريرها الصادرة هذا الشهر، اتهمت أكثر من 60 شركة عالمية بدعم الآلة العسكرية الإسرائيلية، من بينها:
-
شركات أسلحة مثل لوكهيد مارتن، ليوناردو، كاتربيلر، إتش دي هيونداي
-
شركات تكنولوجيا عملاقة مثل غوغل (ألفابت)، أمازون، مايكروسوفت
التقرير أشار إلى أن هذه الشركات شاركت في “تزويد إسرائيل بأسلحة ومعدات، وتسهيل أدوات المراقبة التي ساهمت في تدمير غزة وانتهاكات حقوق الإنسان”.
🛑 ألبانيزي تنتقد العبور الآمن لنتنياهو
في تغريدة أخرى، انتقدت ألبانيزي إيطاليا وفرنسا واليونان لسماحها لطائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- بالمرور عبر أجوائها، وكتبت:
“على هذه الدول توضيح لماذا وفرت المجال الجوي لبنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، بينما كان يتعين عليها توقيفه بموجب مذكرات الاعتقال الدولية.”
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة اعتقال ضد نتنياهو في نوفمبر 2024 بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
🔍 سياق سياسي مشحون
يأتي هذا التطور بينما يجري نتنياهو زيارته الثالثة إلى واشنطن منذ فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية. وتزامن ذلك مع تصاعد الضغوط على المحكمة الجنائية الدولية، ومحاولات مستمرة من قوى غربية لمنع تفعيل مذكرات الاعتقال بحق قيادات إسرائيلية بارزة.
📌 تحليل
العقوبات الأميركية على ألبانيزي تشكل ضربة قوية لاستقلالية منظومة حقوق الإنسان الأممية، وتكشف حجم الصراع السياسي الدولي بين العدالة الدولية من جهة، والتحالفات الجيوسياسية والاقتصادية من جهة أخرى.
يرى محللون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مزيد من الضغوط على منظمات الأمم المتحدة، وقد تُشكل سابقة خطيرة ضد موظفيها الذين يتجرؤون على انتقاد قوى كبرى.