دوليسياسة

أزمة جديدة في إسرائيل: حزب “شاس” ينسحب من الحكومة ويضع ائتلاف نتانياهو على حافة الانهيار

تتعمق الأزمة السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية بعد إعلان حزب “شاس” اليميني المتشدد، اليوم الأربعاء، انسحابه من الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتانياهو، على خلفية فشل تمرير قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية لليهود المتدينين، في ظل التوترات الداخلية والضغوط المرتبطة بالحرب المستمرة في غزة.

انسحاب متتالٍ يُضعف الأغلبية

ويأتي انسحاب شاس بعد يومين فقط من انسحاب حزب “يهدوت هتوراة” الحليف، ما أدى إلى تقليص عدد مقاعد الائتلاف الحاكم في الكنيست إلى 60 من أصل 120، وهو ما أفقد الحكومة أغلبيتها البرلمانية، وقلّص من قدرتها على تمرير مشاريع القوانين، بل وحتى الحفاظ على استقرارها.

وعلى الرغم من انسحاب وزرائه، أعلن حزب “شاس” أنه لن يدعم أي تصويت بسحب الثقة، في ما يبدو أنه انسحاب احتجاجي محسوب يهدف للضغط دون إسقاط الحكومة بالكامل.

تجنيد المتدينين… أزمة متجددة

السبب الرئيس وراء الانسحاب هو فشل الحكومة في تمرير قانون يعفي اليهود الحريديم (المتشددين دينيًا) من أداء الخدمة العسكرية، وهو امتياز تاريخي يعود إلى عام 1948، ويُعد خطًا أحمر للأحزاب الدينية التي تعتمد على جمهور من الطلبة المتفرغين للدراسة الدينية.

وقال وزير الشؤون الدينية المستقيل ميخائيل ملكئيلي (عن حزب شاس):
“محاولات تجنيد المتدينين وحرمانهم من دراساتهم الدينية هو اضطهاد واضح… لا يمكننا البقاء في حكومة لا تحمي قيمنا ومجتمعنا.”

المعارضة تهاجم ولبيد يطالب بانتخابات

من جهته، اعتبر زعيم المعارضة يائير لبيد أن الحكومة فقدت شرعيتها، وقال في تصريح متلفز:
“لا يمكن لحكومة أقلية أن ترسل الجنود إلى جبهة القتال… لقد حان وقت الانتخابات، الآن.”

وتتزامن هذه التطورات مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرًا، ما يزيد من الضغط على الحكومة التي تواجه انتقادات داخلية حادة بشأن الأداء العسكري، وتفككها السياسي.

هل يتجه نتانياهو نحو حكومة أقلية؟

مع انسحاب الأحزاب الدينية، يصبح نتانياهو مهددًا بقيادة حكومة تعتمد فعليًا على 49 نائبًا فقط في حال انسحاب باقي مكونات الائتلاف، ما يطرح احتمال الدعوة لانتخابات مبكرة أو محاولات لترميم الائتلاف بصفقات سياسية جديدة.

خلفية

تأسس الائتلاف اليميني الحالي في ديسمبر 2022، ويضم تحالفًا بين حزب الليكود بزعامة نتانياهو، وأحزاب دينية وأخرى يمينية متطرفة. وقد شكّل هذا التحالف الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، بحسب توصيف المعارضة والمراقبين.


تحليل:
انسحاب “شاس” من الحكومة ليس مجرد موقف رمزي، بل رسالة تحذير شديدة اللهجة لنتانياهو مفادها أن “الخطوط الحمراء الدينية لا تقبل المساومة حتى في زمن الحرب”. وبين ضغوط الشارع، وانقسام الكنيست، والملفات الأمنية العالقة، يبدو أن إسرائيل دخلت فعليًا مرحلة ما بعد نتانياهو… أو ما قبل انفجار سياسي جديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى