دولي

أكثر من 100 منظمة تحذر من “مجاعة جماعية” في غزة وواشنطن تتحرك لإنشاء ممر إنساني

في ظل استمرار الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهراً، حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من “مجاعة جماعية” تهدد ملايين المدنيين، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن تحرك دبلوماسي جديد لإنشاء ممر إنساني يضمن إيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين.


كارثة إنسانية تلوح في الأفق

في بيان مشترك صدر الأربعاء، أعربت منظمات بارزة من بينها “أطباء بلا حدود”، و”منظمة العفو الدولية”، و”أوكسفام”، و”أطباء العالم” و”كاريتاس” عن قلقها العميق من تفشي الجوع في القطاع، مؤكدين أن “الناس تموت جوعاً، والأطفال ينهارون بسبب سوء التغذية، والمجاعة باتت واقعا يوميا في غزة”.

وقالت المنظمات إن “زملاءنا والذين نساعدهم يعانون من الهزال الشديد”، في وقت لا تزال فيه أطنان من المواد الغذائية والطبية والإغاثية عالقة خارج القطاع، أو غير موزعة بسبب القيود المفروضة على الحركة والوصول.


وفيات الأطفال تتزايد

في تطور مأساوي جديد، أعلن مجمع الشفاء الطبي في غزة وفاة 21 طفلاً خلال 72 ساعة فقط بسبب سوء التغذية والمجاعة. وارتفعت الحصيلة الإجمالية للوفيات المرتبطة بالجوع إلى أكثر من 130 شخصاً بحسب مصادر طبية محلية.

وأكدت الأمم المتحدة أن “المجاعة تقرع الأبواب” في غزة، بينما وصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش الوضع في القطاع بأنه “رعب غير مسبوق في التاريخ الحديث”، محذراً من انهيار شامل للوضع الإنساني.


الولايات المتحدة تتحرك دبلوماسيًا

وفي محاولة لاحتواء الكارثة، أعلنت الإدارة الأمريكية عن توجه مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف إلى أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن إنشاء ممر إنساني مستدام لإدخال المساعدات إلى غزة، خاصة بعد تقارير تؤكد وجود مئات الأطنان من الإمدادات العالقة على الحدود دون إذن للدخول.

وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متصاعدة لفتح المعابر البرية والسماح بحرية الوصول للمنظمات الإنسانية، خاصة بعد اتهامات من المفوضية السامية لحقوق الإنسان بقتل أكثر من 1000 فلسطيني عند نقاط توزيع المساعدات منذ نهاية أيار/مايو الماضي.


دعوات لوقف فوري لإطلاق النار

جددت المنظمات غير الحكومية دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مطالبة المجتمع الدولي بـ:

  • فتح جميع المعابر البرية أمام المساعدات.

  • تأمين تدفق دائم للغذاء والدواء ومواد الإيواء.

  • حماية العاملين في المجال الإنساني وضمان وصولهم إلى المناطق المتضررة.


حصار وتخفيف مشروط

رغم إعلان إسرائيل في مايو/أيار عن تخفيف جزئي للحصار المفروض على القطاع منذ مارس، إلا أن منظمات الإغاثة تؤكد أن المساعدات التي تصل قليلة وغير كافية، ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون نسمة.

وتحمّل إسرائيل حركة حماس مسؤولية تعثر إدخال المساعدات، بينما تتهمها الأخيرة باستخدام سياسة التجويع كأداة حرب.


خاتمة

مع تصاعد التحذيرات من انهيار إنساني شامل في غزة، تتزايد الدعوات إلى تحرك دولي عاجل لا يقتصر على التصريحات، بل يتضمن خطوات ملموسة لإنقاذ المدنيين المحاصرين. فـ”المجاعة الجماعية” لم تعد تهديداً نظرياً، بل واقع يومي يهدد حياة الأطفال والعائلات في كل زاوية من القطاع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً على Gençosman su kaçak tespiti إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى