
بقلم منير قوعي
في إطار تعزيز روح المواطنة البيئية واستثمارًا في وعي الأجيال الصاعدة، نظّمت جمعية حي 500 مسكن الحشم بولاية مستغانم زيارة ميدانية استكشافية لفائدة أطفال الحي، وذلك في إطار الحملة التحسيسية الوطنية لمكافحة حرائق الغابات. الزيارة التي نُظمت تحت إشراف السيد قدور سبع وبالتنسيق مع رئيس الجمعية السيد قندوز أحمد، شكّلت تجربة تربوية متميزة جسّدت أسمى معاني الانخراط المجتمعي في قضايا البيئة.
وكانت وجهة الرحلة مطار صيادة المختص في إخماد الحرائق ورش المبيدات الزراعية، حيث حظي الزائرون الصغار باستقبال حار من طرف مدير المطار ومسؤوليه، الذين فتحوا أبواب المطار وأذهان الأطفال على عالم الطيران وتقنيات مكافحة النيران من الجو.
وقد تفاعل الأطفال بشكل لافت مع الشروحات المقدمة حول أنواع الطائرات والمروحيات المستخدمة في إخماد الحرائق ومراقبة المحيطات الغابية، كما عبّروا عن فضولهم من خلال طرح أسئلة دقيقة تعكس وعيًا متزايدًا بقضايا البيئة والحماية المدنية. وقد تولى قبطان إحدى الطائرات تقديم عرض مفصل حول كيفية عمل الطائرات وطرق التدخل السريع لحماية الغابات والثروات الطبيعية.
ولم تغب لمسة الكرم الجزائري عن المناسبة، حيث تم اختتام الزيارة بتقديم مشروبات وحلويات للأطفال، وسط أجواء بهجة وفرح غمرت وجوههم البريئة، في مشهدٍ جمع بين الفائدة والترفيه.
وتقدمت الجمعية بجزيل الشكر والامتنان إلى كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، على رأسهم مدير مطار صيادة وطاقمه الإداري والتقني، إلى جانب رئيس دائرة خير الدين، ونائب رئيس بلدية صيادة السيد بلحول نعمة، وكل الإخوة المؤطرين الذين ساهموا في رسم البسمة على وجوه براعم الحي.
هذه المبادرة ليست فقط رحلة، بل رسالة وعي بيئي، تؤكد أن الاستثمار الحقيقي في الأجيال الناشئة هو الضمان الأمثل لحماية الغابات وبناء مجتمعٍ واعٍ ومشارك.