دولي

“الدم مقابل الغذاء”… الوجه الخفي لمؤسسة غزة الإنسانية التي تدير مساعدات غزة

في تحقيق صحفي خطير أجرته فرانس24، كُشف النقاب عن الشبكة الغامضة التي تدير “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، المنظمة التي تشرف منذ نهاية ماي الماضي على توزيع المساعدات في قطاع غزة، بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل. غير أن ما يُفترض أن يكون مهمة إنسانية تحوّل، وفق التحقيق، إلى ما يشبه مسرح عمليات عسكرية تُزهق فيه أرواح الفلسطينيين الجوعى.

⚠️ مئات القتلى… ومؤسسة بلا خبرة إنسانية

أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 600 فلسطيني قُتلوا وأصيب أكثر من 4000 آخرين منذ بداية العمل بنظام توزيع المساعدات الذي تديره المؤسسة، وسط اتهامات باستخدام مواقع التوزيع كـ”مصائد موت”، حيث يتعرض المدنيون للنيران الإسرائيلية عند اقترابهم من الشاحنات.

ورغم هذه الأرقام المفزعة، تنفي المؤسسة مسؤوليتها، مؤكدة أن “لا وفيات سجلت داخل أو قرب مواقع التوزيع”.

🧱 من يقف خلف المؤسسة؟

يرأس مؤسسة غزة الإنسانية شخصيات ذات خلفية استخباراتية وعسكرية أميركية، من بينها:

  • جون أكري، مسؤول سابق في الوكالة الأميركية للتنمية USAID.

  • جوني مور، مستشار سابق لترامب وواعظ إنجيلي لعب دورًا في دعم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

  • شبكة أمنية تديرها شركة Safe Reach Solutions، التي أسسها فيليب رايلي، مسؤول عمليات سرية سابق في الـCIA.

كما أشارت تقارير إلى استعانة المؤسسة بجماعات محلية فلسطينية مسلحة مناهضة لحماس يُشتبه بارتباطها بتنظيم الدولة الإسلامية، في تأمين مواقع التوزيع، وهو ما نفته المؤسسة رسميًا.

💰 تمويل مثير للجدل… وأموال طائلة

رغم الانتقادات، حصلت المؤسسة مؤخرًا على تمويل قدره 30 مليون دولار من وزارة الخارجية الأميركية، مع مؤشرات على إمكان رفع الدعم إلى 500 مليون دولار، رغم غياب الشفافية والشكوك حول “الفساد” و”الهدر”، وفق تصريح جوش بول، مسؤول أمريكي سابق.

وقال بول:

“نحن نتحدث عن نصف مليار دولار تُمنح لكيان حديث وغامض ومثير للجدل… هذا نموذج يحتمل الفشل، الاختلاس، وربما أكثر من ذلك”.

🧨 اتهامات بارتكاب جرائم حرب

العديد من الوكالات الأممية، وعلى رأسها الأونروا، نددت بالأسلوب المعتمد لتوزيع المساعدات، واصفة إياه بأنه “قاتل”. في حين وصفت منظمة أطباء بلا حدود ما يحدث بـ”المجازر”.

واعتبرت كاثرين غالاغر، المحامية بمركز الحقوق الدستورية في نيويورك، أن المؤسسة قد تُحاسب بتهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وربما إبادة جماعية.

📢 دعوات لوقف الدعم

في 30 يونيو، وقعت أكثر من 15 منظمة حقوقية رسالة مفتوحة تطالب فيها المانحين بوقف تمويل مؤسسة غزة الإنسانية، والعودة إلى دعم المنظمات التي تعمل وفق القانون الدولي الإنساني، مثل برنامج الأغذية العالمي والأونروا.

بين الدمار، الجوع، والسياسات الأمنية، يقف الفلسطيني في غزة أمام مشهد عبثي: عليه أن يخاطر بحياته من أجل كيس دقيق، بينما تدار المساعدات من قبل عسكريين سابقين وشركات أمنية خاصة، لا خبرة إنسانية لديهم، بل أجندات ومصالح غير واضحة.

فهل تبقى المساعدات الإنسانية “إنسانية” عندما تتحول إلى أدوات حرب؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى