
لندن – تموز/يوليو 2025
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يوم الثلاثاء 29 يوليو، أن حكومة المملكة المتحدة تعتزم الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في شهر سبتمبر المقبل، ما لم تقدم الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات “حاسمة” لوقف التصعيد المتواصل في قطاع غزة والضفة الغربية.
شروط بريطانية واضحة.. ورسالة ضاغطة لإسرائيل
جاء هذا الإعلان عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء البريطاني، دعا إليه ستارمر، الذي طلب من وزرائه قطع عطلاتهم الصيفية للعودة إلى لندن وبحث تطورات الوضع في الشرق الأوسط. ووفقاً لما صرّح به ستارمر، فإن الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية مشروط بـ:
-
وقف شامل وفوري لإطلاق النار في غزة
-
التخلي الكامل عن خطط ضم أراضٍ في الضفة الغربية
-
الالتزام بحل سياسي دائم يقوم على مبدأ الدولتين
وفي إشارة إلى الجدية السياسية لهذا التوجه، أكد ستارمر أن بلاده “لن تبقى متفرجة على ما وصفه بالوضع المروّع في غزة”، مشيراً إلى مسؤولية المجتمع الدولي في الدفع نحو حل عادل ودائم للنزاع.
استجابة دولية متفاوتة
أثار إعلان رئيس الوزراء البريطاني موجة من التفاعل الدولي، إذ سارعت إسرائيل إلى رفض القرار واعتبرته “مكافأة مجانية لحركة حماس”، وهو ما من شأنه أن “يعرقل الجهود الجارية للتوصل إلى تهدئة دائمة”، وفق تعبير مسؤولين في تل أبيب.
في المقابل، رحبت فرنسا بالخطوة البريطانية، حيث وصف وزير خارجيتها، جان-نويل بارو، القرار بـ”التاريخي”، مؤكداً أنه ينسجم مع جهود باريس لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.
وعلى نحو لافت، لم تعارض الولايات المتحدة هذه الخطوة، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه بكير ستارمر في اسكتلندا: “لا أمانع أن يتخذ ستارمر هذه المواقف، إذا كانت ستقود إلى الاستقرار”.
الأبعاد الرمزية والسياسية
يحمل القرار البريطاني بعداً رمزياً كبيراً، بالنظر إلى الدور التاريخي للمملكة المتحدة في نشأة القضية الفلسطينية، لا سيما من خلال “وعد بلفور” الصادر عام 1917، والذي شكّل بداية المشروع الصهيوني في فلسطين.
ويرى محللون أن إعلان الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر، في حال تم فعلياً، سيكون واحداً من أقوى المواقف السياسية الأوروبية منذ سنوات تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وقد يدفع باتجاه اعتراف جماعي أوروبي شبيه بما فعلته إيرلندا والنرويج وإسبانيا في وقت سابق من هذا العام.
السياق الإقليمي والحراك الدبلوماسي
يتزامن الإعلان البريطاني مع دخول الحرب في غزة شهرها الحادي والعشرين، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وغياب حل سياسي في الأفق. كما يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل، في ظل حراك دبلوماسي واسع تقوده كل من فرنسا والسعودية لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة.
✍️ خلاصة
خطوة بريطانيا، إن اكتملت في سبتمبر، ستشكل منعطفاً مهماً في مسار الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وتعيد التموضع البريطاني في القضية التي كانت لندن أحد أبرز صانعي ملامحها منذ قرن.
لكن تبقى الأسئلة قائمة:
هل ستلتزم بريطانيا بالاعتراف إذا تجاهلت إسرائيل شروطها؟
وهل ستحذو دول أخرى حذو لندن؟
الأجوبة ستتضح في خريف سياسي ساخن، قد يعيد رسم معادلات الشرق الأوسط من جديد.
إعداد: فريق التحرير – القسم الدولي
نُشر بتاريخ: 29 يوليو 2025 – الساعة 23:32 بتوقيت الجزائر