حوادثدولي

تحطم الطائرة الهندية: تحقيق أولي يكشف انقطاع الوقود قبل لحظات من الكارثة

كشف تقرير أولي صدر السبت عن مكتب التحقيق في حوادث الطيران بالهند أن مفاتيح ضخ الوقود لمحركي الطائرة المنكوبة التابعة للخطوط الجوية الهندية انتقلت بشكل غير مفسر من وضع التشغيل إلى الإيقاف ثوانٍ قبل تحطمها، ما أدى إلى مقتل 260 شخصًا في واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ البلاد.

مفاتيح الوقود توقفت “فجأة”

وأشار التقرير إلى أن طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر التي كانت في طريقها من أحمد آباد إلى لندن، فقدت الطاقة في كلا محركيها لحظات بعد الإقلاع، بعدما أُوقِف ضخ الوقود عنهما بفارق ثانية واحدة فقط، دون تدخل واضح من الطيارين.

وتُظهر تسجيلات قمرة القيادة التي حصل عليها المحققون، أن أحد الطيارين تساءل: “لماذا أوقفت الوقود؟” ليجيبه زميله: “أنا لم أفعل شيئًا”، في وقت كانت فيه الطائرة قد بلغت أقصى سرعة لها قبل أن تبدأ في الهبوط بشكل حاد.

استغاثة متأخرة ومحاولة استعادة السيطرة

أفاد التقرير أن الطيارين أعادا مفاتيح الوقود إلى وضع التشغيل بعد ثوانٍ قليلة، وبدأ المحركان استعادة طاقتهما. إلا أن الوقت لم يكن كافيًا، حيث أطلق الطاقم نداء استغاثة “مايداي مايداي”، قبل أن تهوي الطائرة في منطقة سكنية قرب مطار أحمد آباد، متسببة في سقوط 19 قتيلًا من السكان المحليين إلى جانب ركاب الطائرة وطاقمها.

خطوط دفاع الشركة والتحقيقات الدولية

أكدت شركة بوينغ دعمها الكامل للتحقيقات الجارية، في حين نفت الخطوط الجوية الهندية وجود أي خلل تقني معروف في الطائرة أو في محركاتها من نوع GE GEnx-1B، وأوضحت أنها “لم تجرِ اختبارات على مفاتيح الوقود” استنادًا إلى نشرة أمريكية غير ملزمة تعود لعام 2018.

ورغم أن التقرير لم يحدد المسؤولية بعد، إلا أنه يفتح المجال أمام تحقيق تقني دقيق في سلوك أنظمة الوقود، ومدى استجابة الطيارين لحالة الطوارئ.

ويشارك في التحقيق خبراء أمريكيون وبريطانيون، تماشيا مع المعايير الدولية للطيران المدني، ومن المتوقع أن يستمر لعدة أشهر قبل إصدار تقرير نهائي.

فاجعة بشرية وعلامات استفهام

وكانت الطائرة تقل 230 راكبًا، من بينهم 169 هنديًا و53 بريطانيًا، إضافة إلى 12 من أفراد الطاقم. وتسبب التحطم أيضًا في تدمير عدة منازل، وأسفر عن عشرات الإصابات على الأرض.

ونجا شخص واحد فقط من ركاب الطائرة، وهو مواطن بريطاني خرج مصابًا من بين الحطام، وقد غادر المستشفى بعد تلقي العلاج.

ومع بقاء أسئلة جوهرية دون إجابة، يواصل أهالي الضحايا المطالبة بتفسير شفاف لما جرى، محذرين من طمس الحقائق في ظل الضغط على الشركات المصنعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى