دوليسياسة

ترامب يستضيف خمسة رؤساء أفارقة في البيت الأبيض: مصالح استراتيجية ورسائل دبلوماسية

في خطوة لافتة حملت دلالات استراتيجية واقتصادية، استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، في البيت الأبيض، خمسة رؤساء دول أفريقية، هم:

  • محمد ولد الشيخ الغزواني (موريتانيا)

  • جورج ويا (ليبيريا)

  • ماكي سال (السنغال)

  • عمر سيسوكو أمبالو (غينيا بيساو)

  • بريس أوليغ نغويما (الغابون)

اللقاء جرى خلال مأدبة غداء رسمية، واعتبره مراقبون بمثابة محاولة من إدارة ترامب لتعزيز النفوذ الأمريكي في القارة السمراء في مواجهة التمدد الصيني والروسي.

🔹 خلفيات ودوافع الزيارة

1. التنافس الدولي على أفريقيا

تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه أفريقيا سباقًا محمومًا بين القوى العالمية، خاصة الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، على الموارد الطبيعية والأسواق والصناعات الخضراء. ويرى مراقبون أن إدارة ترامب تسعى إلى استعادة موطئ قدم في غرب أفريقيا بعد فترة من التراجع النسبي للدور الأميركي.

2. الأمن ومكافحة الإرهاب

من بين الدول المشاركة، توجد موريتانيا والسنغال وغينيا بيساو ضمن مناطق حساسة من الناحية الأمنية، خصوصًا في ظل تصاعد تهديد الجماعات المسلحة في منطقة الساحل. ويبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني مع هذه الدول، خاصة مع تقليص الحضور الفرنسي في الساحل.

3. الطاقة والمعادن

الغابون وموريتانيا تعتبران من الدول الغنية بالمعادن الاستراتيجية، مثل الذهب والحديد واليورانيوم والمعادن النادرة، وهي مواد حيوية للصناعات الأميركية، خاصة في مجال التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

🔹 الغزواني في الواجهة

حضور الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يعكس مكانة موريتانيا المتنامية كدولة مستقرة نسبيًا في محيط مضطرب، ولاعب رئيسي في أمن الساحل والصحراء، فضلًا عن مواردها المتنوعة (غاز، معادن، صيد بحري). وقد تزايدت الاستثمارات الأميركية في موريتانيا خلال الأعوام الأخيرة، خاصة في قطاع الطاقة.

🔹 رسائل سياسية

اللقاء بعث أيضًا رسائل سياسية إلى الداخل الأميركي والدولي، مفادها أن الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب لا تنسحب من القارة، بل تعيد رسم حضورها من خلال تحالفات “انتقائية” مع شركاء يوصفون بأنهم معتدلون أو منفتحون على التعاون مع الغرب.

استضافة ترامب لخمسة رؤساء أفارقة ليست مجرد مبادرة بروتوكولية، بل رسالة مدروسة بعناية، تؤشر إلى توجه أميركي جديد في أفريقيا قائم على البراغماتية الاقتصادية والأمنية، ومحاولة كبح النفوذ الصيني والروسي في واحدة من أكثر مناطق العالم حيوية في المستقبل القريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى