
أفادت مصادر مطلعة لصحيفة “الشرق” بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تشهد تعثّراً ملحوظاً، بسبب تمسّك إسرائيل بالإبقاء على سيطرتها العسكرية في مناطق واسعة من القطاع، خصوصاً في رفح جنوباً وبيت حانون شمالاً، رغم تقدم جزئي في ملفات أخرى.
وتُعقد المحادثات غير المباشرة في الدوحة بين إسرائيل و”حماس”، برعاية قطرية ومصرية، منذ الأحد الماضي، إلا أن جلسة الجمعة تم تأجيلها وسط خلافات جوهرية حول خرائط الانسحاب التي اقترحتها إسرائيل.
“خريطة إعادة التموضع” تعرقل التقدم
وقالت المصادر إن الجيش الإسرائيلي قدّم خريطة إعادة تموضع تقترح انسحابه من بعض المناطق السكنية في مدينة غزة وخان يونس، بينما يرفض الانسحاب الكامل من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الممتد على طول الحدود مع مصر، وكذلك من مناطق داخل رفح.
في المقابل، ترفض حماس وجوداً إسرائيلياً بعمق يتجاوز كيلومتراً واحداً في المناطق الحدودية، وتشدد على الانسحاب إلى خطوط ما قبل 2 مارس 2025.
دور أميركي مرتقب
وبحسب المصادر، فإن الوسطاء طلبوا تأجيل الحسم في ملف الانسحاب إلى حين وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الدوحة، حيث يُتوقع أن يساعد في تذليل الخلافات الحاسمة.
تقدم جزئي في ملف المساعدات وتبادل الأسرى
ورغم التعثر في الملف الأمني، أُحرز تقدّم نسبي في آليات إدخال المساعدات، إذ تم الاتفاق مبدئياً على عودة المنظمات الدولية والأممية لتولي مهام الإغاثة، بدلاً من “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، والتي كانت محل انتقاد واسع بعد مقتل مئات المدنيين أثناء توزيع المعونات.
كما تم التفاهم على هدنة مدتها 60 يوماً تشمل مفاوضات متزامنة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإطلاق 10 رهائن إسرائيليين مقابل إفراج عن معتقلين فلسطينيين.