
أعلنت إدارة مهرجان قرطاج الدولي في تونس إلغاء حفل الفنانة الفرنسية إيلين سيغارا، الذي كان مبرمجًا في 31 يوليو الجاري، وذلك عقب موجة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تتهم المغنية بـ”مواقف داعمة لإسرائيل”.
تضامن مع القضية الفلسطينية
وأكدت إدارة المهرجان، في بيان رسمي، أن قرار الإلغاء جاء التزامًا بـ”الموقف الثابت لتونس في دعم الشعب الفلسطيني”، مشيرة إلى أن الدورة الحالية، التي تنطلق يوم 19 يوليو وتستمر حتى 21 أغسطس، ستتضمن عروضا مساندة لصمود ونضال الشعب الفلسطيني.
وقال البيان:
“يتماشى مهرجان قرطاج مع الموقف الرسمي والشعبي لتونس الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع والداعم لحق الفلسطينيين في التحرير الكامل وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف“.
ضغوط شعبية وردود فعل غاضبة
جاءت الخطوة بعد حملة انتقادات واسعة أطلقها نشطاء تونسيون فور إعلان مشاركة سيغارا، مطالبين بإلغاء الحفل ومنع دخولها البلاد. وركّزت الانتقادات على مشاركاتها السابقة في فعاليات لجمع تبرعات لصالح منظمات تعتبر “موالية لإسرائيل”، وفق تعبير المحتجين.
وقد تداولت منصات التواصل منشورات تطالب بـ”احترام الموقف التونسي المبدئي من القضية الفلسطينية” واعتبرت أن “استضافة فنانين داعمين لإسرائيل هو استفزاز مباشر لمشاعر التونسيين”.
خلفية سياسية وثقافية
تأتي هذه التطورات في سياق عام تشهده تونس من تضامن رسمي وشعبي واسع مع القضية الفلسطينية، وسط العدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. وكانت تونس قد استضافت في الماضي قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وما تزال تؤكد رفضها لأي تطبيع مع إسرائيل.
ويُشار إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيّد كرّر خلال الأشهر الماضية موقفه الرافض للتطبيع، مجددًا دعوته لـ”تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر”.
إلغاء حفل إيلين سيغارا في مهرجان قرطاج يعكس تمسك تونس بمواقفها التاريخية من القضية الفلسطينية، ويؤكد أن الفعاليات الثقافية في البلاد لا تنفصل عن المزاج العام والمواقف السياسية للشارع التونسي.