دوليسياسة

قمة لندن: ماكرون وستارمر يعززان التحالف العسكري ويتعهدان بمواجهة تحديات الهجرة ودعم أوكرانيا

اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، زيارة دولة إلى بريطانيا استمرت ثلاثة أيام، بعقد قمة ثنائية مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في داونينغ ستريت، تمحورت حول تعزيز التعاون العسكري، لا سيما في المجال النووي وتطوير الصواريخ، إضافة إلى ملف الهجرة ودعم أوكرانيا.

تحالف نووي غير مسبوق

أبرز ما خرجت به القمة هو توقيع إعلان مشترك ينص على تعزيز التنسيق النووي الدفاعي بين البلدين، وهما الدولتان الأوروبيتان الوحيدتان اللتان تمتلكان أسلحة نووية. وينص الإعلان على أن “أي تهديد للمصالح الحيوية للمملكة المتحدة أو فرنسا قد يُواجه برد نووي مشترك”، في إشارة غير مباشرة إلى التهديدات الروسية المستمرة في القارة.

وقالت الباحثة في القضايا النووية إيلوييز فاييه من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية:

“ما جرى هو خطوة غير مسبوقة من التنسيق على المستويين العسكري والسياسي، دون المساس بسيادة كل طرف”.

تحديث الصناعات الدفاعية

واتفق الزعيمان أيضًا على تسريع برنامج الصواريخ المشتركة “سكالب/ستورم شادو”، وبدء مرحلة جديدة من تطوير صواريخ كروز مستقبلية وصواريخ مضادة للسفن، بالتعاون مع مجموعة MBDA.
كما تم التأكيد على تعزيز القوة العسكرية المشتركة التي أنشئت بموجب اتفاقات لانكستر هاوس (2010)، والتي ستشكّل النواة الصلبة لما يُعرف بـ”تحالف الراغبين” الذي تم إطلاقه بداية 2025 لدعم أوكرانيا.

دعم أوكرانيا بقوة مشتركة

سيتم استخدام هذه القوة لتشكيل قوة متعددة الجنسيات تضم حوالي 40 ألف جندي، تُنشر في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار، لتأمين خطوط الهدنة ودعم الاستقرار. وقد شارك ماكرون وستارمر الخميس في اجتماع افتراضي بهذا الشأن ضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، وممثلين عن الإدارة الأميركية.

ملف الهجرة: خلافات مزمنة ومطالب بضغط أكبر

الهجرة كانت محورًا ساخنًا في القمة، حيث تواجه حكومة حزب العمال أعدادًا غير مسبوقة من المهاجرين القادمين عبر بحر المانش.
واتفق الطرفان على “تحقيق تقدم ملموس” في التصدي للهجرة غير النظامية، بينما تطالب لندن باريس بمزيد من الجهود لمنع انطلاق القوارب من السواحل الفرنسية.

وفي المقابل، تشير باريس إلى أن بريطانيا قدّمت منذ 2018 أكثر من 750 مليون يورو لدعم ضبط الحدود، لكنها ترفض تحميلها وحدها مسؤولية التصدي لظاهرة معقّدة تتطلب معالجة أوسع.

قمة ماكرون-ستارمر فتحت الباب أمام شراكة استراتيجية متقدمة بين باريس ولندن في ملفّات مصيرية مثل الردع النووي، الصناعة الدفاعية، دعم أوكرانيا، والهجرة، فيما بدا أنه تحالف أوروبي متجدد في مواجهة تهديدات دولية متصاعدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى