
باماكو | الثلاثاء 01 جويلية 2025
في تصعيد خطير جديد للأزمة الأمنية المستمرة منذ أكثر من عقد، أعلنت القوات المسلحة المالية أن سلسلة من الهجمات المسلحة استهدفت، فجر اليوم الثلاثاء، سبعة مواقع عسكرية في عدة بلدات بغرب مالي، من بينها مدينة كايس الحدودية، في عمليات منسقة يُعتقد أنها من تنفيذ جماعات جهادية، رغم عدم تبني أي جهة مسؤوليتها حتى الآن.
🔻 هجمات منسقة وذعر شعبي
ووفق بيان رسمي للجيش المالي، فإن الهجمات نُفّذت بشكل متزامن مع ساعات الصباح الأولى، ما أدى إلى حالة من الذعر في صفوف المدنيين، خاصة في مدن مثل نيورو، سانداري، غوغوي، وديبولي الواقعة قرب الحدود مع السنغال.
وقال أحد سكان كايس لقناة فرانس24:
“استيقظنا على دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف… رأينا الدخان يتصاعد من جهة مقر الحاكم”.
فيما أشار مسؤول سياسي محلي، سيكو نيامي باثيلي، عبر منشور على فيسبوك، إلى أن “المنطقة استيقظت في حالة صدمة، والعديد من البلدات تعرضت لهجمات متزامنة”.
🔻 بصمات “نصرة الإسلام والمسلمين”؟
ورغم غياب إعلان رسمي من أي تنظيم، إلا أن طبيعة العمليات تحمل بصمات جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تنشط بشكل كبير في المنطقة الغربية من مالي، وتسعى إلى توسيع نطاق نفوذها نحو السنغال وموريتانيا، حسب دراسة حديثة لمعهد تمبكتو للأبحاث في داكار.
🔻 سياق مضطرب وتوسع إقليمي للجهاديين
تأتي هذه الهجمات بعد يوم واحد فقط من غارة دامية أودت بحياة أكثر من 30 جندياً مالياً وسط البلاد، كما تتزامن مع تصاعد وتيرة الهجمات في منطقة الساحل الكبرى التي تشمل بوركينا فاسو والنيجر، في وقت تواجه فيه الأنظمة العسكرية التي وصلت إلى السلطة في هذه الدول ضغوطاً أمنية متزايدة وعجزاً عن احتواء التمدد الجهادي.
وكانت مدينة تمبكتو قد شهدت مطلع الشهر الماضي هجوماً واسعاً طال معسكر الجيش والمطار، في عملية أعلنت الجماعات الجهادية مسؤوليتها عنها.
🔻 رد فعل الدولة وغياب الاستقرار
الجيش المالي أكد في بيانه أن الوضع “تحت المراقبة الدقيقة”، وأنه بصدد إصدار تحديث شامل حول الخسائر والإجراءات الردعية المتخذة.
ومع استمرار هذا التصعيد، يتفاقم الضغط على الحكومة المالية التي تواجه أزمة أمنية مركبة منذ 2012، بسبب التقاء عدة تهديدات تشمل الجماعات المتطرفة، الحركات الانفصالية، والعصابات الإجرامية العابرة للحدود، في ظل تراجع التواجد الدولي بعد انسحاب قوات الأمم المتحدة (مينوسما).
📌 تحليل:
هذه الهجمات تؤكد أن المشهد الأمني في مالي لا يزال هشاً، رغم التصريحات الحكومية المتكررة عن بسط السيطرة. ومع انتقال الهجمات إلى مناطق جديدة، بات من الواضح أن الجماعات المسلحة تُعيد رسم خارطة نفوذها وتستغل الفراغات الأمنية لتحقيق مكاسب جديدة، مما يُنذر بتداعيات إقليمية محتملة.
إعداد: هيئة التحرير
المصدر: فرانس24 – وكالات
تاريخ النشر: 01/07/2025