
🔸 في مشهد جمع بين الدراما والتاريخ، وبين الحنين والاعتزاز، احتضنت ولاية مستغانم عرضًا مسرحيًا خاشعًا يُخلّد سيرة أحد أبنائها البررة، الشهيد “بن عياد بن ذهيبة”، وذلك في إطار فعاليات الذكرى 63 لعيدي الاستقلال والشباب.
🔸 المسرحية التي حملت عنوان “ملحمة الشهيد بن عياد بن ذهيبة”، والتي أبدعتها جمعية المداح للمسرح والفنون، قُدمت على خشبة حديقة الترفيه “موستالاند” وسط حضور كثيف تقدّمه السيد والي ولاية مستغانم، والسلطات المحلية والأمنية، وجمع غفير من أبناء الولاية، في لحظة امتزج فيها الفن بالوفاء والذاكرة.
🔸 العرض كان فرصة لاستحضار نضال الشهيد بن عياد بن ذهيبة، الذي وُلد سنة 1923 وسط أسرة بسيطة، وعُرف بشجاعته ونضاله في صفوف حزب الشعب الجزائري، ثم كفدائي ضمن خلايا جبهة التحرير الوطني. وقد كان من بين أوائل من بادروا إلى تنفيذ عمليات نوعية بمستغانم، قبل أن يُعتقل ويُستشهد تحت التعذيب يوم 28 جويلية 1959 دون أن ينطق بكلمة، في صمت الأبطال.
🔸 المسرحية لم تكن مجرّد عرض، بل وثيقة فنية مؤثرة نقلت تفاصيل حياة رجل قاوم المحتل بكل ما يملك، وجسّدت بلغة الصورة والصوت والموقف معاناة شعب، وإيمان ثوار، وألم شهادة.
🔸 والي مستغانم، السيد أحمد بودوح، عبّر عن امتنانه لهذا العمل الذي وصفه بـ”الدرس الحي”، مؤكدًا أن إحياء الذاكرة الجماعية لا يجب أن يكون خطابًا فقط، بل ممارسة ثقافية تلامس الأحاسيس، وتُعيد رسم الوعي الوطني في عقول الشباب.
🔸 ووسط تصفيقات الحاضرين، وقف الجميع في نهاية العرض أمام صورة الشهيد، في مشهد مؤثر جسّد عمق الوفاء، واختُتمت الفعالية بتكريم رمزي لعائلة الشهيد من منطقة تجديت، اعترافًا بتضحيات من وهبوا حياتهم لأجل الجزائر.
🕊️ هكذا تُعيد مستغانم قراءة صفحاتها النضالية، ليس بالحبر وحده، بل بنبض الفن وحرارة الوفاء.