
في قرار وُصف بـ”العقلاني والمسؤول”، أعلنت بلدية مدينة ملقة الإسبانية، السبت 12 يوليو 2025، انسحابها رسميًا من قائمة المدن التي ستستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم 2030، التي يُنظمها المغرب وإسبانيا والبرتغال بشكل مشترك. وأرجع عمدة المدينة، فرانسيسكو دي لا توري، القرار إلى “مخاطر محتملة” قد تُلحق الضرر بنادي المدينة وجماهيره، معتبرًا أن الأولوية “لمصلحة النادي وليس للعرض العالمي”.
القرار جاء بعد اجتماعات مكثفة بين مجلس المدينة وحكومة إقليم الأندلس، خلصت إلى أن أعمال الترميم والتوسعة المقررة لملعب “لا روساليدا” قد تُجبر النادي المحلي على اللعب في ملعب رديف لا يتسع إلا لـ12 ألف متفرج، مقارنة بـ26 ألف مشجع من حاملي التذاكر الموسمية حاليًا، وهو ما اعتبره المسؤولون “غير منصف” للجماهير.
وقال دي لا توري في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع: “إذا كانت كأس العالم تُشكل خطرًا على النادي ومصدر إزعاج للجماهير، فلا جدوى من الاستمرار في هذا المسار. نريد ملعبًا جديدًا يخدم المدينة، لكنه لن يُبنى من أجل كأس العالم فقط”.
ورغم أن تكلفة إعادة تأهيل الملعب كانت تُقدّر بنحو 270 مليون يورو، شدد دي لا توري على أن القرار لم يكن دافعُه المالي، بل “الحفاظ على استقرار الفريق والمجتمع الرياضي في ملقة”، خصوصًا في ظل تراجع النادي إلى الدرجة الثالثة بعد سنوات من الأزمات المالية، رغم تاريخه المشرف في دوري أبطال أوروبا عام 2013.
يأتي هذا التطور وسط جدل أوسع يرافق التحضيرات لمونديال 2030، لا سيما بعد استقالة رئيسة اللجنة المنظمة الإسبانية ماريا تاتو في مارس الماضي على خلفية اتهامات بالتلاعب في عملية اختيار الملاعب. وقد كشفت صحيفة “أل موندو” حينها أن تغييرات غامضة طرأت على نظام التصنيف الخاص بالمدن المضيفة، ما أثار الشكوك حول النزاهة والشفافية.
وتشير التوقعات إلى أن مدنًا مثل فالنسيا وفيغو باتت مرشحة قوية لتعويض ملقة ضمن قائمة المدن المضيفة. ويُذكر أن نادي فالنسيا أكمل مؤخرًا تمويل ملعبه الجديد “ميستايا”، المقرر افتتاحه في 2027 بسعة 70 ألف متفرج.
قرار ملقة يُعيد إلى الواجهة النقاش حول التوازن بين المصالح المحلية والاستحقاقات الدولية، ويطرح تساؤلات عن مدى جاهزية المدن الإسبانية الأخرى لتلبية متطلبات التنظيم دون المساس بالبنية التحتية الرياضية الأساسية.