دولي

🎤 “الموت لجيش إسرائيل”.. كيف أشعل المغني بوبي فيلان جدلًا واسعًا في بريطانيا والعالم؟

في واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل خلال مهرجان غلاستونبري 2025 الشهير في بريطانيا، صعد مغني الراب البريطاني بوبي فيلان إلى المسرح عاري الصدر، ليهتف أمام الآلاف: “فلسطين حرة، حرة”، قبل أن يتجه إلى هتاف مثير للغضب والجدل: “الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي”، وهو ما رددته حشود من الجمهور معه.

الهتافات التي أطلقها فيلان سرعان ما أشعلت وسائل الإعلام والسياسة البريطانية، وأثارت ردود فعل متباينة محليًا ودوليًا، خاصة مع تزامنها مع استمرار الحرب في غزة، وما يوصف دوليًا بكونه كارثة إنسانية غير مسبوقة.


📺 موجة انتقادات وتحقيق جنائي

السفارة الإسرائيلية في لندن أصدرت بيانًا وصفت فيه كلمات فيلان بأنها “دعوة للكراهية وتحريض على العنف”، واعتبرتها “تطبيعًا للغة الإبادة الجماعية”.

أما هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، التي كانت تبث العرض بشكل مباشر، فقد أصدرت بيانًا تعتذر فيه عن بث الفقرة، ووصفت الهتافات بأنها “غير مقبولة ولا مكان لها على قنواتها”.

بدورها، أعلنت شرطة أفون وسومرست عن فتح تحقيق جنائي بشأن تصريحات فيلان، إلى جانب تصريحات مشابهة أطلقتها فرقة “Kneecap” الإيرلندية المؤيدة لفلسطين خلال عروضها.

ولم تتوقف الإجراءات عند حدود بريطانيا، إذ ألغت الخارجية الأميركية تأشيرة فيلان، ما منعه من إقامة حفلات مقررة في الولايات المتحدة لاحقًا هذا العام.


💣 خلفية سياسية وإنسانية

ورغم الهجوم الإعلامي على المغني البريطاني، اعتبر مراقبون أن تصريحاته جاءت في سياق الغضب الشعبي من الأوضاع في غزة، حيث تُتهم إسرائيل بتنفيذ جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، في حرب تدخل يومها الـ 640.

تقارير صحفية وحقوقية تحدثت عن قصف متعمد لمراكز توزيع المساعدات الإنسانية، وعن مجاعة ممنهجة، حيث يُجبر المدنيون الفلسطينيون على التوجه إلى “نقاط توزيع” تسيطر عليها إسرائيل، توصف بأنها “مصائد موت” وليست نقاط إغاثة.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت تقريرًا قالت فيه إن “الجيش الإسرائيلي أُمر بإطلاق النار عمدًا على مدنيين ينتظرون المساعدات”، بينما كشفت منظمات مثل Euro-Med وهيومن رايتس ووتش عن استخدام نيران حية ضد الجوعى و”تحويل ساحات توزيع الطعام إلى حقول قتل”.


🧠 تضييق على حرية التعبير؟

في ظل هذا المشهد الدموي، يرى بعض المنتقدين أن التركيز الإعلامي والسياسي على كلمات فيلان هو محاولة لصرف الانتباه عن الفظائع الجارية في غزة، واستمرار في قمع الأصوات الناقدة، لا سيما في الفضاءات الثقافية والفنية التي بدأت تشهد نشاطًا متزايدًا مؤيدًا للقضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، قال الوزير البريطاني ويس ستريتنغ في تصريح لافت لقناة BBC:

“أقول للسفارة الإسرائيلية: نظفوا بيتكم أولًا”، مؤكدًا أن “الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون لا يمكن التغاضي عنه”.

أما النائب الأيرلندي كريس هازارد، فانتقد بشدة الهجمات الإسرائيلية على مقاهي ومراكز تجمع مدنية في غزة، مثل مقهى “الباقة” الذي قُتل فيه أكثر من 30 شخصًا، بينهم صحفيون وفنانون.

وفي البرلمان البريطاني، أثار التصويت على حظر حركة “Palestine Action” جدلًا واسعًا، حيث وصفت النائبة زهراء سلطانة القرار بأنه “سابقة خطيرة في قمع الحريات السياسية”.


🧱 بين قمع الأصوات.. واستمرار الإبادة

الهتاف الذي أشعل بريطانيا، ليس مجرد عبارة عابرة أطلقها فنان غاضب، بل يعكس تصاعد موجة الغضب الشعبي والفني ضد ما يحدث في فلسطين، في ظل ما يعتبره كثيرون تواطؤًا إعلاميًا وسياسيًا غربيًا في تجاهل المأساة.

وبينما تُجرّم الأصوات المعارضة، يتزايد في المقابل انتشار خطابات متطرفة داخل إسرائيل نفسها، مثل فيديوهات لمستوطنين وجنود يرددون: “الموت للعرب” و”فلنُبِد غزة”.

المفارقة كما تراها روبين أندرسون – كاتبة المقال – أن الغرب يُدين كلمات فيلان باعتبارها “تحريضًا”، لكنه يتجاهل كلمات وأفعال من يمارسون العنف الفعلي على الأرض.


🧭 خاتمة

في وقت تتزايد فيه الرقابة على التعبير الفني والسياسي، وتُهم معاداة السامية تُستخدم لكتم أصوات التضامن، يبقى السؤال الأهم:

هل سيختار الغرب الاستمرار في تجريم المعارضة، أم سيصغي أخيرًا لصوت الضحايا؟


📝 الآراء الواردة في هذه المقالة تعبر عن كاتبتها ولا تمثل بالضرورة الموقف الرسمي للموقع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى